12 سبتمبر 2025
تسجيلالكل منا يلجأ لاستخدام "البحث" بطريقة رسمية أو غير رسمية لجمع معلوماته حول موضوع معين، باتساع معنى كلمة "موضوع". وقد نعزم البحث بعد جمع معلومات كافية عن الموضوع المراد مناقشته، فنكون استنادات تتضمن ظواهر مشتركة نعمل من خلالها إلى الوصول لفرضية، تكون هي بمثابة "القانون" أو السبب المشكل، أو بعبارة أخرى يخلق هذه البحث فلسفة موحدة جامعة لسبب حدوث جميع هذه الظواهر،ويسمى ذلك: inductive research وأحيانا أخرى نبدأ بالعكس، أي نبدأ ونحن نظن أو نعتزم فرضية معينة، أو مؤمنين بفلسفة خاصة لنشوء هذه الظواهر أو محفز مشترك لفعل الموضوع ونستند على ذلك لبعض الأمثلة أو الدلائل التي يتكرر حدوثها تحت هذه العوامل مما يدعم هذه الفلسفة، ويسمى ذلك: Deductive research و يعتبر البحث هو ناتج للسؤال، والمصدر الشرعي للإجابة. فمن خلاله ننير المحجوب ونكشف المستور، فنخلق أو نستند لفرضيات سببية تتشكل منها الإجابة. ليست بالضروره هذه الفرضيات علمية فقد تكون فلسفية بشتى مجلاتها. على سبيل المثال، خلال السنوات الأولى من القرن العشرين استند الباحث النفسي Fritz Heider إلى نماذج إنسانية مختلفة ساعيا إلى تفسير الأسباب الكامنة وراء تصرفاتهم، مما خلق نظرية الاستناد وبنيت على هذه النظرية افتراضات أخرى مفصلة، نفسية واجتماعية وغيرها. مما أدى إلى تسمية الباحث "بأب نظرية الاستناد". ولو وقف الباحثون عند هذه النظرية لما تعاقبت وتشكلت تلك النظريات النفسية والفلسفية السلوكية عليها. وقفة تأمل: لو تجردنا من ما هو مكتسب ومعطى ونظرنا للعالم كل يوم بأعين جديدة، لما قبلنا بالمسلمات والمتوارثات ولوقعنا في سلسلة من البحث باختلاف أنواعه للوصول إلى "إجابات"، لو امتلك كل شخص "عقله" وفرض عليه "سلطته" لتجردنا من التبعية في الأفكار والكسل العلمي، ولاختلفت المدارس الفكرية بين شخص وآخر، ولقُبل الرفض بالنقاش. (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) العنكبوت: 20 في هذه الآية الكريمة دعوة جميلة للسير والبحث فيما تحمله الأرض من فرضيات وظواهر وماديات وحوادث ومواضيع اجتماعية ونفسية وتاريخية وإعجازات علمية ودينية وما إلى ذلك من كنوز على وجه هذه الأرض وأن نقابل كل هذه المعطيات بالنظر والدراسات وإثبات الدلالات الملموسة والفرضيات المدروسة والقناعات المبصرة والتأملات المركزة، مؤمنين أن الله على كل شيء قدير. ◄ أستودعكم: موت العقل السليم بالتسليم [email protected]