23 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); حين يتربع الإنسان في هذه الحياة الفانية على جسر حافل من العطاء والعمل من أجل الآخرين، طبيعي فان رحيله منها يشكل حزناً في النفوس ، ودموعاً في العيون ، وبصمة لا تغيب عن الأرض التي صاغ فيها هذا العطاء مهما اختلفت عقيدته ومذهبه، والأجمل حين يمتد عطاؤه خارج أسوار وطنه ، هذه هي الدنيا رحلة قصيرة مهما امتد بها عمر الإنسان ، نجني ثمارها ، ولكن العبرة فيما يقدم فيها لربه ولنفسه ولوطنه وللآخرين ليعيش السعادة في الآخرة ، وتمتلئ صحيفته بالرحمة والمغفرة من الآخرين في الدنيا ليكونا له درءا من النار ،هذه الدنيا وكما تعلّمنا منطقة عبور للآخرة هناك من يعي ذلك ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " مالي وللدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها " وهناك من شغلته تفاهاتها وإرهاصاتها، ويهيم فيها كالدابة العشواء التي لاتدرك أين مسيرها ، فيتخبط بها فاقدًا بصيرته وثباته ، ونماذج كثيرة في هذه الدنيا الزائلة اتخذوا هذا الطريق. ولا يغيب عنا حاليا صناع القرار في دول الحصار وممارستهم الظلم والكيد يهيمنون بأفكارهم نحو الطريق الشائك بالضلال والبهتان ولايدركون مايفعلون والي أين يتجهون .دون الاعتبار للممالك السابقة والدول الزائلة ودون اعتبار لقوله تعالى: "وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد". ** جنازتان مهيبتان لم يفصل بينهما إلا فاصل زمنّي قصير، شهدتها أرض الكويت ، ورسمتا الحزن على جدارياتها ليلامس قلوب أبنائها وتنسكب الدموع الحارقة على فراقهما ، كما امتد بساط الحزن ليعبر أسوار الوطن إلى الأوطان الخليجية والعربية وأن اختلفتا في مضمون ما قدمه أصحابها ، إلا أن رسالتهما السامية في تحقيق السعادة للآخرين هو الهدف ، لذلك بكت الكويت ، وبكى الخليج ، وتوشح الحزن عميقا ليغطي الأجواء الإعلامية ، والوسائل التواصلية بالحديث عن المآثر والمناقب والعمل الجميل الذي كان هو الهدف ،كما هي كلمات العزاء التي عجّت بهما لدولة الكويت الشقيقة ولأميرها الإنساني أبو الإنسانية الشيخ صباح الأحمد حفظه الله بخالص العزاء على فقدانه لأبنائه البرّرة الذين تَرَكُوا إرثاً إنسانياً للكويت وللأجيال القادمة ، لاينسى. ** رحم الله شخصا لم يشّق الحزن محياه وهو يقف شامخا على خشبة المسرح ليقدم رسالته السامية التي يُؤْمِن بها، ويسهر من أجلها ، ويتحمل تعبها من أجل إسعاد الآخرين ورسم الابتسامة على وجوههم الصغير والكبير ، كما يُؤْمِن بها من يٌدرك أن الفن رسالة إنسانية سامية ، ومنهج إعلامي متى ما صيغت أهدافه نحو البناء والإصلاح بعيدا عن أساليب الإسفاف والتجريح والتشويه والتقليل من الآخر كما هي عند الكثير من صعاليك الفن ، هذه الرسالة التي كان يحملها فقيد المسرح الكويتي والخليجي الفنان عبد الحسين عبدالرضا رحمه الله وغفر له تذكرنا بما قاله الإمام الغزالي رحمه الله" إن الفن حسنه حسن ، وسيئه سيئ ،مثل أي عمل آخر "، فقدم الوجه الحسن للفن ،ولولا ذلك لما رأينا تلك الجموع تتوافد للمشاركة في الجنازة والتشييع والعزاء والمواساة من أبناء الكويت ومن دول الخليج ، لم يشهد في حجمها عددا مسبقا لجنازة اللهم إلا ما ندر ، فلم يكن زعيما ولا ملكا ولا صاحب جاه ومنصب ، ولكنه كان فنانا بسيطا ، متواضعا ،بعطائه الفني مزج بين الابتسامة والمعاناة والهموم والقضايا الإنسانية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية الكويتية والخليجية والعربية وتعامل معها بشجاعة وبأسلوب راق ، وعقل واع ، متواضعا مع من ألفه وجالسه وحاوره ، فكسب محبة الجميع باختلاف الأطياف ودخل بيوتهم بلا استئذان من خلال أعماله المسرحية والدرامية والكوميدية الراقية. ** خمسون سنة من عمره انصهرت من أجل إسعاد الآخرين ، لتقف عند نقطة الرحيل وتخلّف وراءها عطاء فنيا وطنيا استثنائيا لايمكن أن يفقد بريقه ولو غاب جسد صانعه ، رحل وغيابه لايملأه أحد بخفة روحه وشخصيته المنفردة فهو من صنع البسمة والضحكة، وأثبت بعطائه أن الفن ثقافة ورسالة . وطنية ، تذكرنا بالرسالة التي كان يحملها بكل إخلاص ووفاء ووطنية أيقونة الموسيقى القطرية الفنان "عبد العزيز ناصر" رحمه الله وغفر له ، وقد مرّ عام على رحيله ، ومازال معنا كما هو الأمس بأخلاقه الراقية وبأعماله الفنية الموسيقية الإبداعية خاصة الوطنية والإنسانية والتراثية ، والتي مازال شذى صداها تتردد في المناسبات وستبقى إرثا وطنيا خالدا٠٠ومازال معنا بصدى لحنه الإبداعي ووطننا محاصر ونحن في وسط الحصار ونقول "الله ياعمري قطر ،، عيشي ياقطر ،، قطر ياقدر مكتوب " ،، لتمتزج الكلمات الوطنية. واللحن الوطني في مواجهة سيمفونية الكيد والغدر التي عزفت أوتارها دول الحصار الجائرة على قطر ، كيف ننساه والسلام الأميري نبض. وطنّي لم يتوقف في المناسبات والمحافل الوطنية . ** وعلى الجانب الآخر من العطاء الإنساني والرسالة الإنسانية وبفارق زمني قصير على وفاة الفنان عبد الحسين عبد الرضا وما إن لملمت دولة الكويت جراحها ، حتى تفجع بوفاة أبنائها فارسي العمل التطوعي والإنساني الدكتور" وليد العلي "، والشيخ فهد الحسيني"؛ رحمهما الله ، وغفر لهما ليوارى جثمانهما الثرى وسط جمع غفير من المشيعين من الكويت والخليج ، استهدفتهما رصاصات الغدر والإرهاب الغاشم لتضع حدًّا لنهاية مهمة إنسانية عظيمة تتجلى فيها الشهادة التي يتمناها كل إنسان مسلم ليحظى بالدرجات العليا عند الخالق سبحانه في دار القرار ، نالت يد الغدر منهما وهما آمنان يقدمان عملًا إنسانيا ودعوة دينية في "واغادوغو ". عاصمة بوركينا فاسو ، كانا نموذجا لفعل الخير لتقديم رسالة سامية إنسانية حثنا عليها ديننا الإسلامي تذكرنا بالرسالة السامية التي سطّر حروفها الدكتور عبد الرحمن السميط رحمه الله فوق الأراضي الأفريقية ليترك أثرا إنسانيا خالدا ، مازالت ذكراه تتجلى مع كل عمل إنساني دعوي على المستوى الكويتي والخليجي والعربي . ** عزاؤنا للكويت ولأميرها ولشعبها ولذويهم بفقدان أبنائهم الذين عملوا من أجل الكويت فأخلصوا ، وشقوا طريق الصعاب فأثمروا ، ورحلوا وتركوا وراءهم ذكرى عبقة ترتشف الأجيال عبيرها سنوات طويلة. رحمهم الله جميعا وجعلهم في جنات الخلد . فما أجمل عبير الرحيل في زمن المتناقضات والمادة ، حين يترك أثرا جميلا ،.. وصدق الشاعر أبو العتاهية : نأتي إلي الدنيا ونحن سواسية طفل الملوك كطفل الحاشية ونغادر الدنيا ونحن كما ترى متشابهون على قبور حافية عائشة عبيدان Wamda.qatar@gmail