15 سبتمبر 2025
تسجيلطوال العام ونحن نسمع كلمة متداولة بيننا سواء على مستوى الاسرة او العمل اوالعلاقات الاجتماعية مع الاصدقاء والمعارف، والحوارات المستمرة فى المنتديات ووسائل الاعلام الاجتماعى الحديثة عن (القروض البنكية) وكأنه اصبح مثلما يقول عنه الكثير ان القروض البنكية تشبه حبة البندول التى لا غنى عنها فى حياتنا اليومية والمستقبلية وكأن البعض يتفاخر بهذا الامر فى بعض العبارات ومنها بان القطرى او الخليجى بشكل عام اذا لم يكن لديه قرض محترم برقم ما لم يكون خليجيا ولا قطريا فهل يعقل ان وصلت بنا الاحوال فى هذه الايام التى تحمل هذه العبارات والتى لها اثر كبير فى سلوكياتنا النفسية والاجتماعية والاقتصادية المرحلة القادمة والتى يتداولها ويتناولها ابناؤنا على انه القرض البنكى امر طبيعى فى حياتهم ويتم التحدث عنه بكل سهولة ويسر وكأن لم يكن. ولكن قبل الخوض عن القروض ولماذا نلجأ اليها، فنلقى الضوء على حياة ابائنا واجدادنا الماضية التى من خلال ما يتداولونه من احاديث عن حياتهم الاقتصادية رغم بساطتها ومحدودية الدخل فيها الا انه عمرنا ما سمعنا ان هناك من كان يلجأ للقروض او لاى نوع من السلفيات المتعددة الشكل واللون وبتسهيلات وبشكل مخيف لكافة الفئات العمرية وكل منهم اصبح يلجأ للسلفيات لاسباب متعددة، وعلى العكس رغم بساطة ومحدودية الدخل الا كانت حياتهم تسودها الاستقرار النفسى والاقتصادى وعلى العكس صنعوا الكثير من المشاريع والانجازات الاقتصادية ولها صدى كبير حتى بعد وفاتهم، واما الان فهناك، نماذج من القروض الاولية وهناك ثانوية فليس لها اى داع احتاج اليه الامر الى هذا القرض واما الاول فهناك بالفعل بحاجة ملحة الى القرض وذلك لشراء منزل مع ارتفاع العقارات والاسعار الخيالية المتداولة بالسوق العقارى وتشل العقل منها، وهناك من يلجأ للقروض لانهاء ما تبقى من صيانة لمنزله وهناك من يقيم بعض المشاريع التى تحتاج بالفعل للقرض البنكى ولكن ما يثير استغرابك زيادة نسبة القروض خاصة مع التسهيلات البنكية فى بداية الصيف وما تسمع من بعض الاصدقاء اننى سأقدم على سلفة وذلك للسفر الى ربوع اوروبا لمدة شهر ومضطر للقرض، وهل يعقل ان اضع على نفسى قرضا لمدة ثلاث الى اربع سنوات وسيؤثر على الدخل الشهرى لى من اجل شهر للترفيه وربما اتنعم بهذا الشهر وربما تحدث لى اى مشاكل اثناء السفر وتحولت السفرة الى طامة كبرى، وهناك من يلجأ لشراء سيارة فاخرة حتى تليق بابن فلان ولد فلان ومن وجهة نظره حتى تزيد واجهته امام اصدقائه بهذه السيارة وليس بعلمه وشهادته العلمية، ولايكتفى بذلك ولكن كل فترة وجيزة تجده يغير سيارته والبنك منتفع بالفرق والفوائد ولم يكمل الشخص مرحلة عمرية معينة الا انه غرقان فى الديون والفوائد وكأن لم يكن اى شئ، ولو القينا الضوء على بعض النساء تجد منهن من تلجأ للقروض من اجل شراء بعض المستلزمات الخاصة والتى تبرزها كأنثى بين الاوساط الاجتماعية وان كان منها شنطة بيدها ماركة عالمية تصل قيمتها من عشرة الى عشرين ألفا حتى يكون من وجهة نظرها وخيالها الاجتماعى وجود اجتماعى فى الاسرة والمجتمع او من اجل حضور مناسبة اجتماعية فتحتاج للقرض من اجل مستلزماتها الخاصة وتجد اغلب الذين يلجأون لذلك من محدودى الدخل بالنسبة لباقى مستوى الدخل، وهناك من لا يستطيع ان يتحرك حركة واحدة بدون ما يكون لديه الفيزا البنكية والتى يستخدمها بشكل طبيعى فى قضاء احتياجاته العادية وغير العادية ويعلم جيدا حجم المخاطر المالية من كثرة استخدامها ولكنها اصبح استخدامها بالنسبة له شكلا مرضيا ومعتادا فى نمط حياته، وهناك ولا يخفى علينا القروض المهولة من اجل الزواج والاسعار الخيالية التى اصبحنا نسمعها فى الوقت الحالى ومن اجل اى مقبل على الزواج فلابد من القرض البنكى يكون مسبقا لخطوته على الزواج من اجل اتمام المهر واقامة حفل زواج اسطورى يتحدث عن الجميع فى الوسط الاجتماعى واضافة قضاء شهر عسل فى دولة اجنبية وانه يستطيع ام لا والذى يحزنك بعد هذه القروض الطائلة ما تسمع انه بعد الرجوع من شهر العسل او شهور بسيطة وحدث الطلاق واصبحت ثمرة هذا الزواج والذكرى الوحيدة هى الديون البنكية طيلة سنوات قادمة محملة على الاكتاف، وبعد ما تم سرده من الاسباب المختلفة للقروض البنكية واللجوء لها ان تتغير نظرتنا للقروض ولا نلجأ اليها الا للضرورة القصوى فى حياتنا لما لها من اثار مدمرة من الجانب النفسى والاجتماعى والاقتصادى حتى وان كنا نتنعم باعلى مستوى دخل فى العالم ولكن ما فائدة هذا الدخل ومازالنا نلجأ للقروض بشكل مرض مزمن ونحن قادرون على ان تكون المرحلة القادمة هى مرحلة ضبط اكبر للقروض البنكية حتى لا تصبح ثقافة معتادة سلبية على الفرد والاسرة والمجتمع باكمله.