31 أكتوبر 2025

تسجيل

ذئب ونعامة..!

20 يوليو 2023

• عندما يسود الظلم بين الناس، وعندما يسطر ويُفرض فيه حكم القوي على الضعيف.. عند كثرة اللغط والهرج والمرج.. عندما يفقد الإنسان معنى الأمان والاستقرار في بيته أو منطقته ووطنه.. عندما تعرف كلمة الغدر مكانها بقوة لتشق طريقها وسبلها بين من فتحوا مسامات جلودهم لاستقبالها والعمل والتخلق بها!. • عندما تعتاد بعض النفوس على التفنن في أشكال الجرم والقتل والتلذذ بلون الدماء حولها.. عندما تصبح الخيانة في كل الأحوال والظروف الاجتماعية منها والسياسية من خيانة فردية لخيانة دولية أمورا طبيعية!.. عندما تصبح الموازين مغلوطة ومقلوبة.. عندها.. وعند أشياء وصفات وأمور كثيرة تكون في زمن الغاب. • نشاهد أشكال وأصناف الحيوانات والطيور في زيارة لحديقة الحيوانات، نشاهد الطاووس ليفرش ريشه أمامنا ليتباهى بحسنه وجماله.. وغروره.. اكتفى بأن ينظر من بعيد في استعراضه.. كأولئك الذين فقدوا أشياء في نفوسهم واستعاضوا عنها بأمور.. ليغطوا نواقصهم!. • أمام ملك الغابة الأسد من يفترض أن نشعر أمامه بالرهبة والاحترام ؛ تلاحظ الإرهاق واضحا وكبر سن وشيخوخة ربما.. اكتفى بالدوران البطيء.. لقناعته للمكان الذي فرضت ظروف وقوانين البشر له أن يكون فيه.. ورغم ذلك يظل.. الملك.. ملك.. وجاره في المكان الذي شعرنا بحسن استقباله.. ووقوفه للحظات كأنه مرحب بنا وسمح لالتقاط الصور له وحركته توحي بالرضا والقناعة حتى وإن كان في مكان محدد قيدت حريته.. يظل النمر بتناسق تكوينه وخلقته وألوانه الجميلة المميزة يظل مميزاً. • ما إن وقفنا أمامه والجميع يقذف إليه بالطعام ومع سرعة تقدمه إلينا ليلتقط الطعام.. كان كمن يحاول أن يكسب الود ويبين لطفه.. ما إن شاهدناه حتى شعرنا بانقباض وبحركة لا إرادية تراجعنا للخلف خطوات.. لنسأل ما هذا الحيوان بشكله اللئيم غير المريح.. والقبيح.. وإذ به الذئب! • يعرف الثعلب بمكره وخداعه كما قرأنا بالقصص.. والذئب يعرف بخبثه وغدره وعدم الأمان له. • خاف سيدنا يعقوب على سيدنا يوسف.. أن يأكله الذئب وهم.. عنه غافلون.. ليختاره أخوة بخطط وإفساد من الشيطان.. بأن أكله الذئب وهم يلعبون!.. الخراف المسالمة الوديعة لا يجد هذا الذئب الخبيث إلا سهولة افتراسها والغدر بها.. إن ضاعت عن القطيع.. تجده يخطط ويغدر.. ويراقب للانقضاض عليها والتهامها!. • يظل الذئب حيوانا في حديقة الحيوان حبيس مكان وجدران.. وأمن الآخرون غدره ووحشيته وإن لم يحرموا عواء الذئب ما إن تشاهده أو تستمع إليه.. تشعر بصوت الغدر يهز الأرجاء.. ويتسلل لأسماعنا قريبا كان أم بعيدا.. وإن كان هائما وسارحا في البراري.. لم تأمن الخراف غدره!. • وبصورة على الواقع.. ما أكثر ذئاب البشر في زماننا.. من هم مقيدون في سجل الحياة بأنهم بشر؛ خلقوا في أحسن تقويم بعقل وروح وإدراك بدلا من توجيهها للخير عرفوا كيف يكونون بها أشكالا وأعمارا وألوانا من صنف ذئاب البشر!.. • مع خبث الذئب تقف عند جبن النعامة وشكلها وطول رقبتها والتهامها للطعام بسرعة واختطاف ودفن رأسها بالتراب!.. ولا حاجة لنا للحديث عن الجبناء في الحياة.. الغريب أن الذئب بخبثه والنعامة بجبنها كانا جارين في الحديقة!.. لصفتين مذمومتين ما إن توجد إحداهما بالإنسان لازمتها ورافقتها الصفة الأخرى لتكون لها جارة ومرادفة في الصفات!. • آخر جرة قلم؛ في الغابة.. تكون السيطرة للحيوانات القوية الشرسة المتوحشة على الحيوانات المسالمة الوديعة والأليفة.. يسطر الأسد.. ويكون النمر متحركا كيفما يشاء.. ويخطط الذئب بخبثه وشكله وقبحه وعوائه في الخفاء ! وبعفوية وبراءة تتحرك الخراف الوديعة والغزلان الجميلة والحيوانات الأخرى الأليفة بحرية وحسن ظنٍّ ولا تعلم ما يخطط ويتكتك له الأوغاد والوحوش والأوباش.. إلا من رحم الله. وفي واقع الحياة في زمن الغاب سادت فيه أشكال من البشر الأسوياء.. وغير الأسوياء.. لتسود معه ألوان من دلائل واقعية وحقائق غريبة لا يمكن أن نقول معها إنها قوانين الغاب ولغة الغاب.. ويكفي مشاهدة للتلفاز والضغط على الأزرار لالتقاط القنوات الفضائية وتصفح الجرائد والمجلات لتعرف معها.. معنى زمن الغاب!.