13 سبتمبر 2025
تسجيلنسمع بين الحين والآخر قصصاً تقول إن فلاناً من الناس وهو بصحة جيدة ولا يشكو مرضاً وفي عز شبابه يسقط فجأة وهو بين أصدقائه أو أهله بل ويموت بدون سابق انذار لتأخر عملية الإنقاذ ؟ فنجده يئن ألماً أو مغشياً عليه، وأصدقاؤه يكونون محاطين به محتارين ماذا يفعلون وهم ينتظرون سيارة الإسعاف حتى تحضر وقد تستغرق وقتاً، في حين يمكن إنقاذ الشخص قبل استفحال الأمر بواسطة الإسعافات الأولية البسيطة المهمة. هذه القصة تتكرر كثيراً وبالرغم من ارتفاع نسبة المتعلمين إلا أن الجهل في الإسعافات بالأولية هو السائد للأسف والنتائج بسبب الجهل الكبير والمؤلم. وعليه فإنني أرى أنه بات من الضروري أهمية تثقيف الأجيال الجديدة خاصة في موضوع الإسعافات الأولية، وهو أمر يجب أن يُعطى أهمية قصوى وأن تصبح الإسعافات الأولية جزءا من علمهم وثقافتهم الأساسية. فقضية أخذ درس أو تدريب مرة واحدة في العمر للبعض ليس ذات جدوى عندما تقع الأحداث لا سمح الله. فلابد إذن من الوصول إلى كافة الشباب من أولاد وبنات وتدريبهم بشكل مستمر وفعّال وبتكرار وأفضل طريقة هي التعاون بين وزارتي الصحة والتعليم للخروج بأفضل النتائج بإذن الله! وأقصد هنا أن يتم التعاون الوثيق من أجل وضع منهج تعليمي خاص للإسعافات الأولية ذي أبعاد تدريبية لطلبة المدارس من المرحلة الإعدادية حتى الثانوية يتعلم من خلاله الطلاب طرق وأساليب الإسعافات الأولية مع التطبيق والتمرين طوال السنة الدراسية وخلال سنوات الدراسة الست ففي هذه الحالة فقط تصبح ثقافة الإسعافات الأولية جزءاً من خبرتهم وعلمهم وحياتهم وبالإمكان هنا إنقاذ الكثير من الأرواح أينما كانوا. وأيضا التدريب المكثف للإسعافات الأولية أثناء الخدمة الوطنية والتأكد من استيعاب منتسبي الخدمة من الإجراءات بالتكرار والتدريب المستمر الجاد. وهذه دعوة أوجهها لوزارات التربية والتعليم والصحة وأيضا الدفاع للاهتمام بهذا الموضوع المهم الذي من شأنه إنقاذ حياة الكثيرين. انها دعوة من أجل الحياة. لذلك بات من الأهمية التعاون والتنسيق بين الصحة والتعليم للخروج بهذا المنهج المنقذ. ونسأل الله أن يلقى هذا الاقتراح الآذان الصاغية لأهميته لحياة البشر.