13 سبتمبر 2025

تسجيل

حضـرها عزيـزاً وغـادرها عزيـزاً

20 يوليو 2023

من العنوان يبدو أنه ببساطة أقل ما يمكن أن يختصر مشهد زيارة فخامة رئيس الجمهورية التركية الشقيقة رجب طيب أردوغان إلى الدوحة بعد فوزه الأخير في الانتخابات الرئاسية التركية والتي استطاع الطيب أردوغان أن يفوز بها على غريمه اللدود كمال كليتشدار أوغلو في جولة خليجية شملت السعودية وقطر والإمارات بدأها في الرياض وألحقها في الدوحة وغادرها إلى أبوظبي واصفا زيارته إلى قطر بأنها زيارة إلى حليفة تركيا الإستراتيجية معبرا عن المكانة المميزة التي تحظى بها الدوحة لدى تركيا والتي تعززت أثناء الأزمة الخليجية الأخيرة وانتهت بحمد الله وفضله لتستمر أواصرها بالصورة التي جعلت من أنقرة والدوحة شريكين في كل المجالات ازدهرت فيهما العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة وتوثقت الشراكة الاقتصادية والتجارية بينهما حتى على مستوى الشعبين ولذا حظي الرئيس التركي بحفاوة شعبية عبَّر فيها مغردون وكتّاب وإعلام قطري رسمي عن ترحيبهم به في بلده الثاني في مواقف تؤكد أن الشعب القطري لا يمكن أن ينسى المواقف التركية المشرفة إزاء بلاده وموقف قطر الثابت والجاد والذي ظهر على شكل استنكار وتنديد كبيرين عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة في عام 2016 في تركيا ومبادرتها بدعم تركيا بأي شكل من الأشكال لإفشال هذه المحاولة الخسيسة التي تصدى لها الشعب التركي الشقيق وكان بجانب الجيش الوفي الذي حمى الأرض والعرض من هؤلاء المخربين الذين تورطوا في هذا العمل المستنكر وعليه لا يمكن بإذن الله أن يستطيع كائن من كان أن يؤثر على هذه العلاقات القوية التي تأسست على دراية وحكمة ودراسة وتأن وليس لمجرد تبادل المصالح المشتركة كما هو شأن الكثير من العلاقات المنتفعة التي تختل بمجرد هبوب رياح تنتزع الشتلات التي قامت دون أساس قوي يمكن أن تقف أمامها بقوة. وأشد ما يجعلني فخورة ببلادي أنها استطاعت أن تستقرئ المستقبل القريب والبعيد معا وتمسك عصا السياسة من المنتصف فمدت جسورا وأكملت مد أخرى بدراية وحكمة فلم تقطع سبيلا نحوها ولا يدا مُدّت لها بمحبة وحسن نوايا ولذا باتت علاقتها مع أغلب الدول على اختلاف الإقليم والقارة علاقات محبة وتعاون لا سيما العلاقات التركية القطرية الوطيدة التي جعلت القطري يهب للدفاع عن تركيا حينما يهاجمها الغيورون والكارهون بفضل تلك العلاقات الطيبة وبالمقابل فإن تركيا تثمن جيدا المواقف القطرية المشرفة معها والمكانة التي تحظى بها في قطر ناهيكم عن العلاقات الوثيقة والأجواء الودية الأخوية التي تبدو جلية وطاغية في لقاءات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس رجب طيب أردوغان كما تنقلها الكاميرات التي لا يمكن أن تخفي تلك الابتسامات الجميلة والعبارات العفوية الترحيبية والسلام الحار بينهما في صورة تؤكد أنه مهما تعددت علاقات كل من البلدين بأخرى فإن العلاقات القطرية التركية تبدو أشد تميزا وتوهجا على المستويات الرسمية والشخصية ونحن أيضا كشعب ينعكس علينا كل هذا فإننا أيضا نكنّ لتركيا كل احترام ومحبة وتقدير وترحيب لأننا وإن كنا نبعد عن تركيا آلاف الأميال والكيلومترات ولا تجمعنا جغرافية الأرض فإن جغرافية السياسة والعلاقات الثنائية أقوى وأشد ثباتا وامتدادا وازدهارا ولعل هذا هو ما أثبتته كل من الدوحة وأنقرة في علاقاتهما المميزة التي يراقبها العالم إما بغبطة أو حسد وصدقوني لم يعد هذا يمثل فارقا مع القطريين والأتراك فهم في النهاية قد تجاوزوا كل هذا وبات رسم المستقبل هو ما يهمهم وسط انشغال العالم بطحن خواطرهم وهدم علاقاتهم بما لا يهمنا ولا ينفعنا ولا يضر !