15 سبتمبر 2025
تسجيلاكتملت الدائرة أخيراً! فكما بات الحوثي يمثل كابوسا أسود لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي لا يبدو أنه سيتخلص منه قريبا، ما دامت غارات التحالف العشوائية تستهدف اليمن ككل، ويسقط عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء ما بين قتيل وجريح، مدمرة البنية التحتية لهذا البلد المنهك سياسيا واقتصاديا وإنسانيا. وكما أصبحت تركيا القوة المدمرة التي تمرغ أنف الإمارات الكبير في وحل ليبيا، فإن آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا هو الشخص الذي يمكنه أن يكشف هشاشة حكم السيسي، في أول تحد إقليمي تقع مصر تحت أنيابه الحادة، ويمثل المنعطف الأخطر الذي يمكن بكل بساطة أن يعري نظام السيسي، الذي قام منذ دقائقه الأولى على جماجم الآلاف من المصريين، بعد أن تم فض اعتصامهم السلمي في ميداني رابعة والنهضة، عقب الانقلاب الذي قاده السيسي ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي - رحمه الله -، ثم باشر الرئيس الانقلابي في توزيع الوعود الوردية المقترنة بالأيمان المغلظة، في أن مصر ستتحول إلى دولة عظمى في 30 يونيو 2020. وهو ما كان يجب على مصر أن تكون عليه في ذكرى الانقلاب، ناهيكم عن باقي الوعود الحلزونية التي واصل السيسي بيعها بالمجان للشعب المصري، حتى جاءت أزمة سد النهضة الذي تقيمه إثيوبيا، وبدأت في تعبئته من مخزون نهر النيل، الذي يعود منبعه لملكية أديس أبابا، بينما يمتد مشاركة مع مصر والسودان، محدثة أزمة مع القاهرة، تحديدا التي تقف اليوم موقف المهدد والمحذر من أن يمس أحدهم حقوق مصر بأي شكل من الأشكال، وفي المقابل لا يبدو أن إثيوبيا مهتمة بكل المفرقعات الصوتية القادمة من جهة مصر، لا سيما أن آبي أحمد وصف أن بدء ملء هذا السد هو حلم إثيوبي لطالما مثّل لشعب إثيوبيا هدفا لتحقيقه، وقد حانت فرصة أن يتحول هذا الحلم إلى واقع، بغض النظر عن موقف مصر الصادر من السيسي نفسه، كعادة هذا الرجل في إصدار فرقعة من الهواء، لأنه يعلم أن حكمه إنما قام على كذب ودجل ولف ودوران. وباتت فئات كثيرة من الشعب تنتظر فصول كذبه، كما تنتظر مسلسلات رمضان بفارق واحد، وهو أن الأخيرة تأتي في شهر رمضان، بينما تأتي مسلسلات السيسي مع كل نَفس يتنفسه، لكن هذه المرة لن ينفع بيع السمك في الماء، ولا الهواء في أكياس محكمة الإغلاق. فإما أن يتوقف مشروع سد النهضة لحين التوصل لحل يرضي جميع الأطراف، وتخرج مصر بموقف قوي يثبت أن لها كلمة مسموعة نافذة على الجميع، وتنقذ شعبها من العطش، أو أن تضرب إثيوبيا بكل تهديدات وتحذيرات مصر عرض الحائط، وتمضي لتحقيق حلم شعبها، في الوقت الذي لا يزال السيسي يبيع الأحلام لشعبه، ويمضي هو الآخر لكن ناحية ليبيا، رغم أنه ليس له لا ناقة ولا جمل فيها، ولكن هذا ما يريده له ولي عهد أبوظبي، الذي يحاول أن يبعد الاهتمام عن دوره الشيطاني في هذا البلد، الذي لم يهنأ منذ الثورة على القذافي، والاعتراف بحكومة الوفاق الوطني، ويدفع بالسيسي تحت دعوى تأمين حدوده المشتركة مع ليبيا ليقحم أنفه الكبير في شؤون طرابلس، لا سيما بعد الاجتماع الأخير له مع ممثلين لبعض القبائل الليبية، تحت دعوى أنهم جاؤوا إلى مصر ليعبروا عن رأيهم فيما يجري في بلادهم، في خطوة وصفها المراقبون بأنها تقوض عش الدبابير في ليبيا، باعتبار أن هذه القبائل مسلحة، ويمكن أن تعد هذه الخطوة محاولة شراء الذمم للوقوف بجانب القوات المصرية إذا ما انتهكت حرمة ليبيا، تاركة قوات مصر العظيمة شعبها عرضة لعطش لربما تكفيه ثلاجة السيسي، التي ظلت عشر سنوات لا يوجد بها سوى الماء، لكنه حتما سيشرب هذا الماء دون كرامة، وبين الأول والثاني اسم مصر كيف كان وكيف أصبح!. [email protected] @ebtesam777