27 أكتوبر 2025
تسجيلإنه في يوم 6 /7 /2017م نشرت في زاويتي هذه (صد و رد) مقالة بعنوان (قنا تحاصر المحاصرين إعلاميا) فحواها أن وحدة الحرب الإلكترونية في شرطة دبي هي التي اخترقت موقع وكالة الأنباء القطرية ، وسيطرت عليه لمدة تزيد على ثلاث ساعات ، ونقلت عن مصادر صحفية موثوقة إن العملية نفذها ثلاثة هاكرز من أوروبا الشرقية سبق واعتقلوا في بلدانهم وسجنوا، وقامت شرطة دبي بالتعاقد معهم وتوظيفهم في أجهزتها بمرتبات كبيرة.المصدر الذي استقيت منه المعلومة هي صحيفة (عرب تايمز) وهي مطبوعة تصدر منذ عام 1986 في مدينة هيوستون الأمريكية وتتميزت بأسلوبها الساخر ، وتوزع في جميع الولايات الأمريكية وبريطانيا ، وتدعي أن أعدادها تنفذ من الأسواق فور صدورها ، وبادرت بنشر المعلومة كونها لم تحظ بالاهتمام المطلوب الى ان جاءت صحيفة (واشنطن بوست) الذائعة الصيت والمقربة من المخابرات الامريكية لتعلنها مطلع الاسبوع الجاري وتفجر قنبلة من العيار الثقيل.مصادر (عرب تايمز) كشفت أن توقيت الاختراق ومضمون الخبر الذي بث في 24 مايو الماضي تم بالاتفاق بين وحدة شرطة دبي ومحطة العربية ومعهما سكاي نيوز التابعة لأبو ظبي ، وسارعوا بعقد ندوات وبث أخبار بعد أقل من خمس دقائق من سيطرة الهاكرز على الموقع الإلكتروني لـ (قناط) مما يعني أن المحطتين العربية السعودية والظبيانية كانتا على علم مسبق بموعد وطبيعة الاختراق وطبيعة الأخبار المفبركة التي ستبث.ايثار التحقيقات القطرية فرض السرية بشأن عملية الاختراق خشية افساد اي جهد يبذل كي لا تقع أطراف بعيدة عن الموضوع في المساءلة ، فكانت الأدلة والشواهد تتراءى شيئا فشيئا خلال التحقيقات التي تعاونت السلطات القطرية مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي ، وسربت معلومات مبدئية من التحقيقات أن دولا من المنطقة اخترقت موقع وكالة الأنباء القطرية الى ان جاء الافصاح الصريح الذي كشف المستور ونشرته أخيرا الـ (واشنطن بوست) علانية دون مواربة.بالقدر الذي صدمنا كشف المسئول المباشر عن هذا العمل (الخسيس) بالقدر الذي أساءنا ان تصل العلاقات بين دولنا الخليجية الى هذا المنحدر ، مما استوجب تعرية الموقف المشين لاطراف الجريمة خاصة ان (واشنطن بوست) نقلت المعلومات عن مسئولين في المخابرات الأميركية مما يدل دلالة دامغة على مسئولية الإمارات عن هذه القرصنة ، وزاد الامر تعقيدا ان الصحيفة الامريكية دست معلومات مفيدة للتحقيقات بقولها " انه من غير الواضح ما اذا كانت الإمارات قد قامت بعمليات الاختراق بنفسها أو تعاقدت مع فريق آخر من قراصنة المعلومات" وليس مستبعدا ان تكون دفعت أموالا لطرف آخر من أجل القيام بذلك.المعلومات التي نشرتها في مقالتي السابقة نقلا عن (عرب نيوز) سبقت فيها (واشنطن بوست) ليقيني ان مخابرات الامارات وبالتحديد وحدة الحرب الإلكترونية في شرطة دبي ضليعة في مثل هذه المسائل رغم انها غير موثقة من جهات رسمية لكن المصداقية في جرأة النشر كان طابعها ، وهو ما دعمه تقرير قناة الجزيرة بأن المسئولين الأميركيين علموا الأسبوع الماضي بنتائج تحليل للمعلومات التي جمعتها المخابرات الأميركية وبينت أن مسئولين إماراتيين على أعلى المستويات ناقشوا خطة الاختراق في 23 مايو الماضي، وتم تنفيذها في اليوم التالي.هذه المؤامرات لن تزيد قطر حكومة وشعبا إلا مزيدا من الصلابة والمواجهة لاظهار الحق ودحر كل من يريد النيل من مواقفنا الثابتة. وسلامتكم