13 سبتمبر 2025

تسجيل

تنازل العصر.. قمة الإيثار

20 يوليو 2013

لعلنا نقوم بين فترة وأخرى بإجراء نظرة عامة على المشهد السياسي العام في محيطنا الإقليمي.. وما يحدث فيه.. وما نراه يومياً على شاشات الإعلام المتنوعة.. ولو حاولنا إجراء مقارنة ومواءمة للمواقف السياسية والشخصية للدول ولقادتها وزعماؤها في العالم أجمع.. وأيضاً وفيما لو وضعنا كل ذلك في جهة.. ووضعنا ما قام به الوالد القائد سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والمتمثل في تسليمه لمقاليد الحكم لابنه من بعده سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.. لوجدنا أن في ذلك التصرف قمة في الإيثار وحب الوطن والأرض والشعب.. إن ما قام به سموه ضرب أروع الأمثلة في السعي الجاد والحثيث لكل ما من شأنه أن يصب في مصلحة البلاد والعباد.. وأكد مفهوما جديداً كلياً.. في أن يخرج من دولة قطر كل خير وبشكل يكاد لا ينقطع في خضم الأحداث التي يشهدها العالم.. إن سمو الوالد القائد في خياره هذا وبلاشك بأنه قد درس هذا الأمر من عدة نواح وخرج بنتيجة مفادها أنه وبالإضافة إلى الإنجازات والإسهامات التي تحققت على يديه بالفترة السابقة والتي نهض خلالها بدولة قطر ونقلها تلك النقلة الحضارية الضخمة في وقت قياسي.. أدرك بعد ذلك كله.. أنه يتوجب عليه أن وهو في هذا الظرف الذي قرر فيه تسليم الحكم لابنه سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.. إنما كان ظرفاً ملائماً وبامتياز.. وجاء في وقت أدرك فيه قدرة وكفاءة من سلمه الحكم.. وفي هذا الصدد قام بعقلها وتوكل على الله سبحانه وتعالى، لأنه قد رأى بأنه من الخير أن يتولى تلك المسؤولية في هذه المرحلة التي تمر عليها دولة قطر وهي مرحلة وصلت فيها إلى أعلى درجات الرخاء الاقتصادي والاجتماعي والمركز المتقدم فيما بين محيطها الإقليمي والعالمي.. وتسلمها سمو الشيخ تميم بن حمد في أوج نهضتها التنموية.. ولقد كانت ثقة سمو الوالد القائد في ابنه فيما اختبره فيه بأوقات سابقة بالمسؤولية نجاحاً منقطع النظير في الأداء وحس المسئولية العاليين.. والذي رآهما سمو الوالد القائد بنظره الثاقب والحكيم فيما لدى ابنه من قدرات ذات كفاءة وتستطيع بإذن الله وتوفيقه أن تحافظ على استمرار سفينة الخير في شق دربها نحو الأمان والاطمئنان في كل حين وفي كل ظرف.. وبقي لنا هنا في نهاية مقالنا المتواضع هذا أن ندرج نظرية غاية في الأهمية قد تكون غير معلنة وهو أننا في محيطنا العالمي قلما نشهد خطوة كتلك التي قام بها سمو الوالد القائد الشيخ حمد بن خليفة... بل إننا شهدنا العكس من ذلك تماماً.. وهو التمسك بالقيادة لآخر رمق.. ونقول إن ما قام به سموه ولا شك سوف تكون له أبعاداً طيبة على المدى القريب والبعيد وفيما يحقق المصلحة لدولة قطر دائماً وأبداً وليكون ما قام به سمو الوالد القائد بحق تنازل العصر.. وقمة في الإيثار. إيثار لشعبه ووطنه..