15 سبتمبر 2025
تسجيلاستوقفني تقرير نشره موقع صحيفة الشرق القطرية عن خبراء كانوا قد حللوا انقسام الوحدة الغربية بين دعم إسرائيل والتنديد بها جراء عدوانها الآثم على قطاع غزة المستمر منذ أكثر من 8 شهور وقتل ما يقارب 38 ألفا من الفلسطينيين جُلهم من الأطفال والرُضّع والنساء ومقارنة بين الدول الغربية التي لا تزال تساند هذا الكيان المجرم وبين من تغير موقفها 180 درجة كما فعلت أسبانيا التي صرحت نائبة رئيس الوزراء هناك بأن فلسطين سوف تتحرر من البحر إلى النهر من الاحتلال الإسرائيلي ضاربة عرض الحائط كل العلاقات الثنائية بينهما بينما أغلقت النرويج سفارتها في القدس واستهزأت بتطاول الإسرائيليين على سفارتها هناك ومثلهما إيرلندا التي انضمت لهما في الاعتراف بدولة فلسطين الحرة ولكن ماذا عن انقسام المواقف العربية تجاه إسرائيل لا سيما بعد الحرب على غزة وشعبها. اليوم تتمثل لنا المواقف العربية بين كفتين لا ثالث لهما: الكفة الأولى هي كفة المنددين الذين يشجبون ويرفضون ويناقشون قضية فلسطين في اتصالاتهم الهاتفية وبياناتهم الرسمية لدولهم ويعربون عن استنكارهم الشديد لما يجري ضد الفلسطينيين ويدعون لوقف آلة الحرب الإسرائيلية ضد المدنيين العزل ويؤكدون حق المقاومة الشرعية الفلسطينية لأي عدوان إسرائيلي جائر كما تفعل حماس اليوم وهذه الكفة تبدو أكثر شجاعة وجسارة خصوصا أمام ظهور النوع الآخر من المواقف والتي تتضمنها الكفة الثانية الوارد ذكرها بعد سطر واحد من الآن لأننا بتنا حقيقة نفتقر ونفتقد من يمكن أن يندد اليوم بحرية من العرب!. أما الكفة الثانية فهي تبدو أكثر هشاشة وليونة وتمييعا بين الموقف الرافض لسياسة إسرائيل والموقف المستنكر في الوقت نفسه أيضا لمقاومة الفلسطينيين ضد عدوان الكيان الصهيوني لذا ترى موقفه الرسمي يبدو عاما لا خصوصية فيه ولا تمييز مثل الإعراب عن القلق لما يجري هناك أو التعبير المطلق عن نبذ العنف بكل شكل من أشكاله دون تحديد طرف على الآخر وهذه الكفة هي المكروهة فعلا في نظر الشعوب العربية التي تتوحد اليوم بملايينها وفئاتها السنية وأنواعها بين ذكور وإناث على أن فلسطين يجب أن تتحرر والقدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين وأن كيان إسرائيل إنما هو كيان دخيل ومزروع في قلب الأمة العربية التي تتفاوت ردود أفعال بعض حكوماتها مع موقف شعوبها أنفسهم كما أنها كفة تراقب بصمت قلق إلى ماذا ستؤول إليه الأمور في فلسطين وتعلن موقفها الرسمي الذي من المؤكد أنه سيكون كرتونيا بصورة مقززة فعلا لا سيما وأن هناك مواقف عربية مشرفة فعلا وترفض تسمية إسرائيل بهذه التسمية الدارجة وإنما تصر على إطلاق مسمى الكيان الصهيوني المحتل كما تفعل الكويت الشقيقة التي تحارب كل من شأنه الترويج لهذا الكيان على أرضها وقامت بإنهاء عقود عمل لكثير من الأجانب ممن أطلقوا منشورات على الفيسبوك وباقي وسائل التواصل الاجتماعية تؤيد سياسة إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني واستدعت السفير التشيكي التواجد في سفارة بلاده فيها لتبلغه رسميا احتجاجها الرسمي على هذه التصريحات التي من شأنها أن تضر العلاقات بين البلدين موضحة أن الكويت دولة وإن كانت تعطي مساحة واسعة لحرية الرأي فيها فإنها لا تقبل بأن يكون هناك من يعارض الرأي العام الرسمي والشعبي الموحد حول إجرام الكيان الإسرائيلي ضد عُزّل الشعب الفلسطيني صاحب الحق في أرضه وحماية عرضه وهو أمر غير مقبول لدى الحكومة الكويتية ومثلها قطر التي تنظم في أوقات كثيرة مهرجانات تأييد ونصرة للشعب الفلسطيني ويحضره الكثير من الجاليات العربية والإسلامية المقيمة على أرض قطر كما تجند قناة الجزيرة نشرات أخبارها الرسمية على مدار اليوم لفضح أساليب إسرائيل الإجرامية ووسائل التعنيف والتعذيب والقتل والاعتقال التي تمارسها في ملاحقة المدنيين وتصور مشاهد قتل الأطفال بصورة مروعة والقصف المستمر على هذا القطاع الذي لم يهدأ له بال فأمطر سماء تل أبيب والداخل المحتل قذائف وصواريخ جعلت من جرذان إسرائيل وعلى رأسهم نتنياهو بالهرب في أقبيتهم المتمركزة تحت الأرض هربا وخوفا من هذه الصواريخ لذا لا تقولوا أن لا مزايدة في المواقف ولكن قولوا أن عربا قد كانوا أكثر عروبة من عرب آخرين وكفى!.