13 سبتمبر 2025

تسجيل

(بتبطي ما انتخبتك)

20 يونيو 2021

لم يتوقع بو راشد ردة فعل بو سعد عندما صارحه برغبته الشديدة في ترشيح نفسه لعضوية مجلس الشورى القادم، فهما صديقان منذ فترة طويلة وبينهما صلة قرابة، فبو راشد كان يتوقع من صديقه العزيز التأييد والمناصرة أو على أقل الاحتمالات التشجيع والدعم المعنوي إن لم يكن المادي، ولكن ما حدث كان غريباً وعجيباً وصاعقاً من وجهة نظر بو راشد، فدعونا نرى ما جرى بين بو راشد وبو سعد في تلك الليلة. فبصوت يملأه الإصرار والثبات والقناعة التامة بالقدرة والعزم، قال بو راشد مخاطباً صديقه الوفي بو سعد، وهما يحتسيان فناجين القهوة في مقهى متوارٍ عن الأنظار في ركن من أركان أحد المجمعات التجارية الكبيرة، قال بو راشد: "بو سعد يا خوي أنا خلاص عزمت أني أرشح نفس لعضوية مجلس الشورى الجديد، أنا رجال خدمت البلد ومعروف وشقردي وما أعتقد انهم بيلاقون ابرك مني لتمثيل الشعب في هالمجلس"، رفع بو سعد رأسه ونظر في عيني بو راشد لكنه لم يعلق أو يرد بل اكتفى بالابتسامة، التي أثارت بو راشد فدفعته إلى الحديث مره أخرى، فقال: "عسى ما شر يا بو سعد أشوفك اتبسم، ليكون انت بترشح نفسك بعد؟، ترى الطريق مفتوح إذا ودك ترشح نفسك لكني أنا قلت لك قبل، فتعوذ من إبليس وخلني أدش هل المرة وأنت المرة الجاية". وهنا انقلبت ابتسامة بو سعد إلى ضحكة عالية لفتت انتباه الجالسين في المقهى، وما أن انتهى من الضحك، قال بو سعد "يا اخوي اللي يسمعك يقول الجماعة ينطرونك ترشح نفسك ومبرزين الكرسي والبشت لك"، لم يعجب هذا الكلام بو راشد فقال له: "وش قاصرني يعني، ولا بس انك محتر مني لأني بدخل المجلس"، رد بو سعد "يا بو راشد وسع صدرك الله يهداك الموضوع مب بهل السهولة اللي انت تتصورها، أول شيء جاوبني على هل السؤال انت ليش بترشح نفسك؟"، سارع بو راشد في الإجابة على السؤال فقال "ليش برشح نفسي؟ لأني رجال كفو وبطالب بحقوق الناس وبخدمهم"، رد بو سعد "مابه خلاف كلام حلو وجميل، ولكن شنهو برنامجك الانتخابي؟، وشنهي النقاط اللي بتركز عليها علشان تقنع الناخب انه ينتخبك؟، وهل انت أكفأ من منافسيك؟، كل هل الأمور وغيرها هل انت مستعد لها"، صمت بو راشد قليلا ثم قال "أنا داري انك حسودي ما تبيني أدش المجلس وأصير نايب برلماني، هذا بدال ما تفزع معاي وتقولي الهوب هوبك يا بو راشد وابشر بسعدك قاعد اتفلسف علي وتكسر من مياديفي (مجاديفي)، لعنبوا غيرك ما ني بخويك وولد عمك"، قاطع بو سعد بو راشد وقال له "يا بوراشد اذكر الله الموضوع مب فزعة ولا هوب صلة قرابة، إذا أنت محتاج أو معسور فابشر باللي يسرك، لكننا نتكلم عن أمانة يجب أن تؤدى على اكمل وجه، مب من المرشح فقط ولكن حتى من الناخب، فصوتي أو صوت غيري لابد أن نعطيه للكفء اللي نحس انه بيقوم بدوره بكل أمانة ونزاهة، وقبل لا تغضب أو تزعل مني يا بو راشد خلني أقول لك شيء، وايد اللي بيرشحون نفسهم طمعا في السمعة والوجاهة الاجتماعية والركض ورى الامتيازات اللي بيلقاها من ورى الكرسي النيابي ووايد من اللي بيرشحون نفسهم أيضا بيبيعونا حجي ولا اجمل منه وبيرسمون علينا دور المناضل الشهم، وهذا الامر ما هوب غريب أو جديد فهو يحدث في كل الانتخابات حول العالم، وبعد ما توصل هل الأشكال للكرسي ما عاد يعطون حد وجه ولا انت بشايفهم إلا بعد انتهاء دورة المجلس بيجونك يراكضون مره ثانية يبغونك تنتخبهم، ولكن ذاك الوقت بيقولون له الناس بتبطي ما انتخبناك لأنهم شافوا فعله واتعظوا، فأنا أنصحك قبل ما تخطي هذه الخطوة لازم تكون قادرا على حمل الأمانة، علشان ما أقولك يا بو راشد بتبطي ما انتخبتك". وختاما أقول: لم يتبق على انتخابات مجلس الشورى إلا شهور قليلة وبدأ البعض في التسويق لأنفسهم كمرشحين محتملين وحتى أن بعضهم يحاول أن يسوق لفكرة أن "الجماعة اللي فوق قالوا لي رشح نفسك"، فلا أحد منا يستطيع أن يذهب ليسأل الجماعة اللي فوق عن صدق او كذب هذا الكلام، وبغض النظر عن الوسائل والطرق والحيل والتكتيكات التي سيستخدمها المرشحون لجمع أكبر عدد من الأصوات، فالمسؤولية الكبرى تقع على عاتقنا نحن الناخبين فأصواتنا أمانة يجب أن تعطى للأكفأ والأقدر وليس للأقرب أو للذي سيدفع أكثر. @drAliAlnaimi