31 أكتوبر 2025

تسجيل

دروس من رمضان

20 يونيو 2018

ودعنا منذ أيام شهر رمضان المبارك الشهر الذي أشرقت فيه النفوس وارتاحت والتقت بالأحباب والأصدقاء وأنست بالعبادة من صوم وصلاة وامتلأت المساجد بالمصلين الذين كانوا يحرصون سواء كانوا رجالا أو نساء على التواجد فيها قبل موعد الصلاة، بل اصبح الجميع يتحين الفرص لاختيار المسجد الذي يكون الامام قراءته خاشعة تمس شغاف النفوس وتجد الكل يتسابق للمسجد. وكان منظرا رائعا في كل جامع ومسجد والذي يستمر حتى الفجر وخاصة في العشر الأواخر، ونأمل أن يتقبل الله صيامنا وقيامنا جميعا ولا يردها في وجوهنا ونكون من الخاسرين. ولقد خرجنا من هذا الشهر بدروس لابد ان نستوعبها جيدا أولها أن أداء الصلاة سهل وخاصة في وقتها وفي الجماعة في المسجد يمكن أن نؤديها في اي وقت بدون أي تعب أو إرهاق وأننا نستطيع أن نصلي الفجر حضورا ولا ننام عن هذه الصلاة المباركة حيث يكون الانسان محاطا بالملائكة حتى يعود الى بيته من الصلاة. وثانيا: ان الصوم راحة للنفس والمعدة ومحاولة صوم يوم لوجه الله في الأسبوع او الشهر لن يرهقنا او يجوعنا بل ان فيه صحة وتخفيفا عن المعدة وبعدا للنفس عن الشهوات ولو ليوم واحد. وثالثا: اننا يمكننا التزاور ولو يوم واحد في الشهر مع الاهل والاصدقاء وصلة الرحم وعدم التحجج بضيق الوقت والانشغال بالعمل. رابعا: اننا لابد ان نحترم وجودنا في المساجد ونحافظ على نظافتها وعدم الأكل فيها لا ان نخرج من المسجد ونترك فضلات الطعام باقية مما يتسبب بنشر الروائح غير المرغوب فيها في المسجد، وان المساجد ليست مكانا للعب الاطفال وإرضاعهم كما تفعل العديد من السيدات للأسف في المسجد. ناهيك ذلك عن اللغو والاحاديث البعيدة عن هدف الجلوس في المسجد ولا نستثني أنفسنا للأسف. خامسا: لقد ثبت لنا انه يمكن التغلب على شهواتنا ولو لوقت قصير ونهذب أنفسنا. سادسا: ان كتاب الله يمكن ان نتدارسه ونقرأ ولو أربع صفحات بعد كل صلاة مما يجعلنا نختم القرآن في شهر، حيث إننا استطعنا ختم القرآن اكثر من مرة، بل ان البعض قد يتفاخر بانه ختم اكثر من خمس مرات!! ان كتاب الله الذي تكفل بحفظه سبحانه لا يجب ان يهجر بل نظل مواظبين على قراءته. سابعا: لابد من عدم التركيز على الطعام وإعداد الاطباق الشهية فيه مما يسبب الكفر بنعمة الله لعدم تناول ما يمكن طهوه كل يوم. ثامنا: علينا ان ندرك ان لا نكون رمضانيين بل ربانيون نعبد الله حق عبادته في كل وقت، فهو الله خالقنا وربنا في كل زمن في رمضان وفي كل شهور السنة. ان رمضان سيعود بعد 11 شهرا، ولكن هل نضمن اننا سنكون وقتها موجودين، لذا لابد ان نحسن ديننا ونحافظ على قيمنا واخلاقنا في كل وقت، وعسى الله ان يتقبل منكم ومنا الصيام والقيام في شهر رمضان.