14 سبتمبر 2025

تسجيل

الإشارات القرآنية العلمية والتنبؤات المستقبلية.. وتدبروا

20 يونيو 2018

لاشك بأن القاريء الواعي والنشيط لكتاب الله الحفيظ  مر  بآيات استوقفته للتدبر  فيها  وانزالها إلی أرض الواقع العلمي المعاصر، فبما ان کلا الکتابين المنظور والمقروء من عند الخالق الأحد الفرد الصمد، نری الانسجام التام بينهما. بل ان مثلهما کمثل جسم ملموس وصور‌ة له  طبق الاصل. فهل سألنا أنفسنا  ما مدی قدرة فهمنا واستيعابنا لشتى ألغاز محتوی هذا الكتاب الشامل الجامع؟ بما انه يخاطبنا سواء علی مستوی الافراد أو الجماعات. بما ان کتاب الله يعتبر شرعة ومنهاجا قويما لخير أمة بوسطيته وخيريته، فان الاعجاز  القرآني لا يقتصر علی الآيات والأدلة العلمية فحسب، بل ان فيه الأخبار  والتنبؤات المستقبلية والغيبية، بغض النظر عن الاعجاز البلاغي واللغوي يأخذ بيدنا  الی أعماق التأريخ لحياة الأمم والبشرية کذلك بأصدق وجه وأكمل صورة، فهلا استفدنا من محتواه وقرأناه بامعان وتمهل.  جوابنا علی هذا السؤال في الميدان العملي يعطينا النسبة الصحيحة لدورنا  وحاجتنا الی الابداع والتطور في شتی مجالات الحياة. وتعتبر لغة القرآن  ذات أوجه،  فيها تلميحات مباشرة وغير مباشرة، کامنة ومکشوفة في نفس الوقت، فهمها الأولون ويفهمها الآخرون، کما انها ترشدنا الی الصواب والعمل السديد وتعطينا دلالات لفهم الأشياء بأکمل الوجوه، بناء علی ذلك نستطيع القول ان العقل البشري يتطور من خلال الآيات القرآنية، فکلما تقدم السير البشري في مجالات الحياة  تتبين الحقائق العلمية والتنبؤات القرآنية أكثر. يکفيني أن ألمح  وأشير الی بعض الأمثلة الحية في هذا الصدد من الکتاب الالهي وانزاله علی الواقع العلمي لعصرنا وبالأخير الاستفادة من استنتاجاتها واستنباطاتها، تأييدا أو نفيا لجدل أو  نظرية  ما. ١- هل توجد حياة خارج الکرة  الارضية؟ الجواب: نعم وتسمي مخلوقاتها بما شئت، بـ( يوفو) أو غيرها، فان الله تبارك وتعالی هو الخلاق العليم يذكرنا بوجود سبع أراضين،  فيقول:  ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا )  الطلاق/١٢. ٢- السماء في توسعة والارض تنقص: ليس وجودنا في هذا الكون الواسع إلا كمثل ذرة في الهواء، وعلمنا بما يدور ما حولنا لايتجاوز المجموعة الشمسية،  حتی ان المريخ لم ير اقدام البشر إلا لروبوتات. فيقول الله تبارك وتعالی: أ- الارض: (أوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا  وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ  وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) الرعد/٤١. ب- السماء: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ). الذاريات/ ٤٧ ٣- السعة اللامتناهية لملك الله  قال الله تبارك وتعالی في محكم کتابه: (....وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا  وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) فصلت/١٢. المقصود بالمصابيح في الآية : النجوم التي خلقها الله في السماء. كما قال قتادة رحمه الله في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ): "خَلَقَ هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلَاثٍ: جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ ، وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ، وَعَلَامَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا. اذا فکل ما نری بالعين المجردة والتلسكوبات الدقيقة الحديثة من النجوم في السماء، تعتبر موجودات في السماء الدنيا أي السماء الأولی، والله أعلم بما في السموات الست  الباقية.