27 أكتوبر 2025
تسجيلما زال التخبط والتناقض هما عنوانا المشهد السياسي للمملكة العربية السعودية في ظل ما يصدر عنها من مواقف وسلوك أقل ما يقال عنها إنها لا تتحلى بالعقل والمنطق، ولعل تصنيفها لجارتها إيران كدولة إرهابية تسعى إلى نشر الفوضى والخراب في المنطقة وما تبعها من توترات على مدى الأعوام الماضية حسمتها الرياض بقطعها لعلاقاتها الدبلوماسية معها عام 2016 إلا أنها لم تمنع حجاجها من أداء مناسكهم ولم تمنعهم من تأشيرات العمرة بل وتعدى الأمر ذلك من خلال ما أعلنه رئيس مؤسسة الحج الإيرانية حميد محمدي أن بلاده ستفتح مكتباً لرعاية المصالح في السعودية خلال موسم الحج هذا العام وذلك بناءً على التوافقات الأولية مع المسؤولين عن الحج في السعودية. وقد أكد أيضاً عباس صالحي وزير الثقافة والإرشاد الإيراني أن نحو 90 ألف حاج إيراني باتوا جاهزين للتحرك بهدف أداء فريضة الحج لهذا العام، واصفاً المباحثات بين طهران والرياض بهذا الخصوص بالودية والإيجابية!. تعاملت السعودية مع جارتها المسلمة بما ينبغي عليها كدولة تحتضن على أراضيها الحرمين الشريفين وبما كتبه الله عليها من شرف تحظى به لخدمة الطائفين والعاكفين والركع السجود وانطلاقا من أحقية كافة المسلمين لأداء مناسكهم وشعائرهم بما شرعه لهم دينهم الحنيف منذ أكثر من 14 قرناً، ولكن الأمر بدا مختلفاً ومغايراً عمّا هو متعارف عليه في هذه الأحقية منذ أزمة حصار قطر وانقلاب أشقائها (الأعداء) عليها وتآمرهم وغدرهم بها ومحاولتهم الدنيئة المساس والاعتداء على سيادتها وأمنها، ليتعدى ذلك ويبلغ مداه بما لا يتبادر إلى أذهاننا بتاتاً في بداية الأزمة عندما قامت السلطات السعودية إجحافاً وظلماً بطرد المعتمرين القطريين من الأماكن المقدسة بحجة ادعائهم أن بلادهم غادرة وتؤوي إرهابيين يشكلون خطراً على أمنهم وأمن المنطقة برمتها، ورأينا كيف كانت كل الاتهامات تنصب على الادعاء بأن قطر تتعاون مع إيران في هذا الجانب وتؤوي في أراضيها أعداداً كبيرة من عناصر الجيش الثوري الإيراني وحزب الله ومن أجل ذلك ولحماية أراضي المملكة فإنها قامت بإغلاق كافة منافذها البرية والجوية والبحرية دون مراعاة لصلات القرابة وما يربط الشعبين من وشائج أخوية وضاربة بذلك أبلغ صور زرع الكراهية والحقد بين الشعبين وسط استنكار ورفض من الجميع قوبل بإصدار قرارات ظالمة بمنع حق التعاطف مع الشعب القطري!. وها هو موسم الحج للعام الثاني على التوالي يقترب وما زالت السلطات السعودية تواصل تعسفها وتعنتها بمنع الحجاج القطريين من أداء مناسكهم من خلال وضع القيود والشروط المستحيلة لعدم إتمام أي تنسيق بين وزارة الحج لديهم ووزارة الأوقاف القطرية لتسهيل الحج لمواطنيهم وهو الأمر الذي يؤكد أن السعودية ماضية في تسييس الحج والتصرف بالحرمين الشريفين وكأنهما قصرا المصمك والدرعية ومن ممتلكات وإرث ابن سعود!. فاصلة أخيرة عندما طالبت إيران بتدويل الحرمين الشريفين شاهدنا كيف كانت السعودية تملأ الدنيا صُراخاً وعويلاً ومع هذا لم تجرؤ على منع الحجاج الإيرانيين من الحج، وعندما رفضت قطر ابتزازهم وفرض وصايتهم عليها فجروا في الخصومة ومنعوا حجاجنا من أداء فريضتهم. فهم باختصار مارسوا الظلم معنا والخنوع والذل مع إيران!.