14 سبتمبر 2025

تسجيل

طلاب أم دواجن ؟!

20 يونيو 2013

حقيقة إني افتقدت أولادي والتواصل معهم خلال العام الدراسي كله! لماذا؟ .. لأنه لا وقت لديهم للجلوس مع أنفسهم فكيف بالجلوس معنا؟! وفرحة قدوم الإجازة الصيفية أصبحت فرحة للآباء أكثر منها للأبناء لضمان التواصل مع أبنائهم قبل أن ينسوا ملامحهم! فحياة المدرسة أفقدت الجو الأسري الدافئ .. وأفقدتنا التواصل والجلوس والتمتع مع فلذات أكبادنا.. فلماذا هذه القسوة في التعليم ؟ ولماذا الساعات الدراسية الطويلة؟ إن الجلوس مع الأطفال والتمتع بالحياة وشغل الوقت بالرياضة واللعب جزء أساسي من حياة الإنسان.. كما انها جزء تعليمي أساسي. فلنتأمل حياة الطالب .. هذا المسكين الذي يبدأ يومه فجراِ ودراسته في الصباح الباكر وخروجه من المدرسة عصرا وعلى ظهره المقوس حمولة كتب لو حملتها دابة لهلكت .. ليصل بيته منهكا ليتناول غداءه ويحل واجباته أو يدرس للامتحانات التي لا تتوقف على مدار العام وليسرق لحظات قليله جدا- إن وجدت- ليرفه عن نفسه. وليخلد إلى النوم مرة أخرى أي حياة هذه .. فهل نحن نربي دواجن أم بشرا؟؟ والله نحن الآباء لا نجد متسعا من الوقت للجلوس والنظر إلى وجوههم البريئة التي أنهكتها الحياة التي لم يبدؤوها بعد! إن الله خلق الدنيا بميزان .. فلله حقه وللنفس حقها وللوطن حقه .. فلتقسم الأمور بحيث تصبح معقولة. نقدر لقياداتنا حرصهم على توفير أفضل العلوم ورسم المستقبل الباهر، ولكن ليس هكذا تورد الإبل؟؟ فأطفالنا بحاجة إلى رحمة وعطف ونحن بحاجة إلى وقت لنستطيع تربيتهم والاستمتاع بهم قبل أن يكبروا أو قبل أن يأخذ الله أمانته.. والله إنها طاحونة قاسية تلك التي يعيش بها أبناؤنا ونحن معهم. إن العبرة ليست بالكَم .. وجمعينا ندرك ذلك .. ومن هنا جاءت قضية تقليل ساعات العمل على مستوى العالم لان العقل والجسد لهما حق.. فكيف بالأطفال الذين تم إغراقهم بالدراسة حتى النخاع.. فهل هذا الحشو سيزيد تعليمه وثقافته وأي ثقافة أصلا نحن نتحدث عنها؟؟ رجاؤنا للقيادات التعليمية.. بأن ترحموهم وترحمونا وتعطونا الفرصة لتربية أبنائنا الذين خرج الكثير منهم عن السيطرة.. والذين أنهكوا قبل دخولهم معترك الحياة. وان تقللوا ساعات الدراسة. ومبروك الاجازة الصيفية للآباء أولا وللأبناء ثانيا .. ويا أيها الآباء استثمروا الصيف بالتواصل مع أبنائكم حتى لا تضيع الطاسة ويذهب المتبقي من أخلاقهم وأعماركم!