11 سبتمبر 2025

تسجيل

استخدام القوة

20 يونيو 2011

قال عليه الصلاة والسلام: هلك المتنطعون هلك المتنطعون أو كما قال (صلى الله عليه وسلم): هلك المتشددون في بعض المسائل الدينية التي لا تتعلق بجوهر الدين الحنيف التي بني عليها، والتي لا يمكن أن يمسها أحد أو يجيز في التساهل في أدائها الا إذا كانت هناك موانع قوية جاء بها أيضاً (صلى الله عليه وسلم) ووضحها بخلاف الشهادتين اللتين لا مجال في التنازل عنهما لكي تكون مسلماً، حيث بدونهما لا ينطبق علينا أن نكون مسلمين إذا لم ننطقهما ونعلنهما، لذا فإن الدين يسر في أداء الفرائض الأخرى، حيث إنه (صلى الله عليه وسلم) كلما سئل عن أمر في الحج قال (صلى الله عليه وسلم) إفعل ولا حرج وهذا من سماحة هذه الرسالة التي لم تأتِ إلا رحمة للعالمين، كما قال عنه جل وعلا: (وما أرسلناك رحمة للعالمين)، فالإسلام جاء من هذا القبيل فهو أرحم منه عند الحرب ومقابلة العدو، حيث أمر الجنود بألا يتعرضوا للكبير المسن ولا للمرأة ولا حتى للحيوان أو قطع الشجر فهل هذا ما هو وارد اليوم في مداخلاتنا في بعض الاختلافات التي تتم بين الأمم ويتطلب فيها استخدام القوة التي لا تفرق بين كبير او صغير أو امرأة وحتى البهائم والشجر فهي لا تنجو من هذه المواجهات التي تتم وتنقطع بسببها الحياة بصفة عامة على تلك الأرض التي تحتدم فيها المواجهات العاتية ولا أحد يستجيب لكل النداءات التي تتم من أجل وقف هذا الدمار الذي يصيب كل ما هو موجود على تلك الأراضي وهم يتبجحون بأن ما يقومون به هو من أجل حماية حقوق الإنسان أولاً ومن ثم غيره من الكائنات، وجوانب الحياة التي تنعدم بسبب الاستخدام المفرط في القوة التي لا تميز بين حي وجماد وبرئ، فالكل أمام الآلة سواء ومن بعدها تجدهم يقدمون الاعتذار الذي لا يقدم ولا يؤخر لذا يجب أن يعي من يريد الحوار والعلم عن هذا الدين أن يأتي وقد إطلع على ما جاء به خاتم الرسل من توضيحات لكل مجريات الحياة في الدارين، فالحوار هو طريق سلكه سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وحاور الكل من مشركين ومن كانوا على ملة رسل سبقوه وهو ونحن مؤمنون بهم وبما جاءوا به من عند ربهم الذي أمر الجميع في الرسالة التي جاء بها سيد الخلق (صلى الله عليه وسلم) أن يتبعوه ويكونوا جميعهم أمة مسلمة واحدة، فالحوار لم يمتنع عنه (صلى الله عليه وسلم) بل حث عليه من أرسلهم من قادته وأمرائه لباقي الدول فإن أطاعوهم في ما جاءوا به لهم الأمان والطمأنينة والمعاملة الحسنة وحتى بعضهم أبقاهم على ماهم عليه عقيدة طالما أنهم سيلتزمون بمعاهدتهم التي أبرموها معه (صلى الله عليه وسلم) أو مع قادته وأمرائه، فلندرك جميعاً عمق هذه الرسالة السمحة وعلى هذا الأساس يكون حوارنا وتكون عقيدتنا مبنية على عدم التشدد الذي يضر بما نحن آمنا به من سلاسة هذه الرسالة السمحة، حيث سار السلف الصالح على التسامح، كما قال زياد بن أبيه: إني رأيت آخر هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به أوله: لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف.