11 سبتمبر 2025
تسجيلكنت قد تعمدت أن أنتظر انعقاد القمة العربية لأقول شيئا بما أنني مواطنة عربية تندرج ضمنيا وموضوعيا تحت ستار العروبة الذي بات علينا وبالا أكثر من كونه لباسا يستتر به كل عربي يتأمل في كل مرة خيرا من هذه القمم التي تأتي في كل مرة متشحة بالسواد والتقهقر أكثر فأكثر وكأن قضايانا المعلقة والمتراكمة والعويصة تزيدها سوادا ورمما لا أن تكون همما وقمما في الواقع ولكنها أتت هذه المرة وطرفا من جسدنا العربي المتهاوي ضعفا يُهتك ستره وتُنهك عافيته ويُباد ذكره ويُقتل شعبه وأطفاله والعرب على اجتماعهم وجمعهم وقممهم واجتماعهم ومباحثاتهم ومساعداتهم ودعواتهم لا يبدو أنهم ينجحون في وقف نزيف قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة علنية وممنهجة وهمجية إسرائيلية منذ السابع من أكتوبر الماضي من العام المنصرم استُشهد فيها الآلاف من الأطفال والرُضّع والأجنة في أرحام أمهاتهم دون رحمة أو إنسانية في مشاهد أقل ما يقال عنها إنها من صنع إرهاب لم يعترف العالم الذي يروج لإنسانيته ورحمته ونبذه ومحاربته للإرهاب به ليستبدلنا الله بشعوب الغرب التي فاقت الشعوب العربية إنسانية ورحمة واستمرارية بالشعور بما يتعرض له هذا الشعب المنهك جوعا وعطشا ومرضا وقتلا وقصفا وتشريدا ودمارا فنراها تقاتل وتكابد ومستمرة من أجل تغيير قرارات حكوماتها ومؤسساتها المنطوية لجانب إسرائيل التي لا تزال تقصف خيام النازحين ومأوى المشردين وبقايا البيوت التي كانت آمنة. وما عادت كذلك بأي شكل من الأشكال حتى وصل بها الحال لاجتياحات دموية بحق مخيمات رفح الجنوبية التي كانت تدفع بسكان الشمال لها تحت دعوى أنها الآمنة لهم من العمليات العسكرية الدائرة في شمال غزة، ولكن هيهات هيهات أن يصدق المجرم فيصدق الضحية قوله. فهل لنا بعد كل هذا التراخي والتهاون والمدة التي طالت شهورا طويلة أن نصفق لقمة اصطفت حكوماتها وخرجت ببيان أقل ما يقال عنه إنه بيان هزيل لم يعد يشبه بيانات التنديد والاستنكار التي سبقته والتي كنا ننتقدها فإذا بنا نفتقدها اليوم وسط الدعوات العربية الباهتة التي اختتمت بها القمة العربية الأخيرة في دعوتها لإسرائيل لوقف الحرب والانسحاب الكامل من أنحاء غزة التي باتت غزة في قلوب الإسرائيليين الذين لم يعودوا يتأملون من حكومتهم ورئيس حكومتهم نتنياهو أن يعيدوا أسراهم أحياء، بل إن قواتا إسرائيلية أسهمت في قتلهم عمدا برصاص إسرائيلي وإعادتهم لذويهم في توابيت رمادية تدل على أن إسرائيل ما هي إلا قاتلة ولا يهم من تقتل أو كيف ومن هم الضحية. قمة أثبتت أنها ما عادت تعطي أُكلها بقدر ما يجب أن تتوقف عن كل هذا وسط شعوب عربية ما عادت تؤمن بهذه التجمعات الدعائية التي تظهر وكأن العرب في قوة ووحدة ولكن في الحقيقة هم أضعف من أن يتخذوا قرارا نافذا وواضحا ومعبرا عن مواقفهم الحقيقية من إسرائيل إن كانوا ضدها فيما تفعله أو معها فيما ترتكبه من مجازر وإبادة حقيقية لشعب حوصر عام 2007 واستمر الحصار حتى حدوث مثل هذه الجرائم الفظيعة التي لم تتحرك لها قمم أو تهتز لها همم للأسف لذا لا تعقدوا قمة لا تعترف بها شعوبكم ولا تدعوا لوقف العدوان الإسرائيلي ومنكم من هو مشارك فعلي في هذا العدوان بأي صورة كانت، ولا تتباكوا على صور المجازر والأطفال ومشاهد الجوع والمرض وتكالب النازحين على شاحنات الإغاثة وصناديق تبرعاتهم الملقاة من السماء تقتل مستقبليها على الأرض أو تقتلهم وهم يلاحقونها في غمار المياه المالحة. ولا تفعلوا شيئا يزيد الشعوب العربية نفورا منكم إلا من رحم ربي وهي دول قلائل لا تزال تمثل علامة فارقة بين الدول ومنها قطر التي تتعرض لبالغ الهجمات بسبب مواقفها الثابتة من غزة، ودعوا التاريخ يكتب ويشهد في دفاتر الدنيا لأن كتاب الآخرة بات مخطوطا ومحفوفا بالخصوم الذين لن نفلت من شهادتهم ذاك اليوم فاطلبوا من الله السلامة عوضا عن الندامة التي سوف تعيشونها آجلا !.