هل نجح مقلاع داود في حماية دولة اليهود؟

منذ نشوب المعركة الأخيرة، والتي ما زالت مستمرة حتى الآن، حيث ظهر مقلاع داود، وهو احدى المنظومات الدفاعية المضادة للصواريخ لدى الكيان، كالقبة الحديدية ونظام آرو، تختلف المسميات بناء على المسافات التي يقطعها الصاروخ المعادي، فالقبة الحديدية تتصدى للصواريخ قصيرة المدى، أما آرو يتصدى للصواريخ بعيدة المدى، ويبقى مقلاع داود يتصدى للصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، أي ما يتراوح مداها بين ١٠٠ و٢٠٠ كليو متر، ومن أهم مميزات مقلاع داود مواجهة الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، والصواريخ الموجهة، اضافة لذلك التصدي للطائرات المسيرة. استخدمت اسرائيل للمرة الأولى مقلاع داود لحماية المستوطنين في تل بيب من صواريخ المقاومة في غزة، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا اسرائيل تعمدت استخدام مقلاع داود في هذا التوقيت بالذات؟ علماً تم قصف تل أبيب في الجولات السابقة التي خاضتها المقاومة الفلسطينية ضد المحتل الإسرائيلي في السنوات القليلة الماضية، وهل اسرائيل مضطرة لاستخدام مقلاع داود في ظل تفعيل منظومة القبة الحديدية فى كافة أنحاء البلاد؟ اذن ما الهدف من تفعيل منظومة مقلاع داود الآن؟ يبدو هنالك اهداف عدة لتفعيل مقلاع داود للمرة الأولى أثناء التصعيد الحاصل بين الكيان والمقاومة الغزية ومنها:- ١- الترويج للمنظومة الجديدة في ظل فشل منظومة القبة الحديدية في اعتراض صواريخ المقاومة الفلسطينية، ونسبة ما تعترضه ٥% فقط لا غير من صواريخ المقاومة. ٢- توقيع فنلندا اتفاقية مع الشركة الاسرائيلية لتزويدها بمنظومة مقلاع داود مقابل نصف مليار دولار، وبالتالى اذا أثبتت المنظومة نجاعتها، سيزيد الطلب عليها من الدول العربية والغربية وبالتالي تدخل خزينة اسرائيل مليارات الدولارات. ٣-امتصاص غضب المعارضة الإسرائيلية في تل بيب. ٤-دخول اسرائيل في مرحلة من التخبط والتيه والضعف وإصدار القرارات غير المناسبة في اوقات غير ملائمة. ولكن هل نجح مقلاع داود في حماية دولة اليهود؟ سلبيات دخول مقلاع داود في المعركة الحالية بين الجهاد الاسلامي والكيان:- ١- محاولات نتنياهو وحكومته المتكررة لخلق حالة من التوازن ورأب الصدع في المجتمع الإسرائيلي، حيث أصدر اوامره بإخلاء سكان الغلاف وترحيلهم الى وسط وشمال فلسطين المحتلة، لحمايتهم من رشقات صواريخ المقاومة صوب مستوطنات غلاف غزة، ولكنه أخطا حين فعّل منظومة مقلاع داود في تل بيب لحماية سكانها، مما أثار حفيظة سكان الغلاف والشعور بالتفرقة وهذا ما ادلى به احد ساكني الغلاف وصرح «لعيون تل بيب يتم الاعتراض بصاروخ تكلفته مليون دولار (مقلاع داود) ونحن بالجنوب يكتفون بالقبة الحديدية». ٢- ورغم استخدام اسرائيل مقلاع داود إلا انه استطاعت صواريخ المقاومة ضرب رحوفوت جنوب تل بيب ومقتل مستوطنه والعديد من الإصابات والأضرار المادية، ويذهب مقلاع داود وادراج الرياح ويثبت فشله أمام صواريخ المقاومة الغزية. ٣- التشكيك في تصريحات نتنياهو في عام ٢٠١٧ في قاعدة حاتزور وسط اسرائيل للاحتفال بتشغيل نظام مقلاع داود ومدى فعاليته فى حماية وأمن الكيان. ٤- اثارة الصراع بين الشركات المصنعة والمطورة لمنظومة مقلاع داود وهما شركة رفائيل الإسرائيلية ورايثون الأمريكية، وذلك بعد أن منحت الولايات المتحدة ملايين الدولارت لاسرائيل لتطوير المنظومة.