13 سبتمبر 2025

تسجيل

الأمل المنتظر

30 سبتمبر 2023

يخبرونك بأن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، ولكن من أين لك هذا السيف؟ تنتظره أم هو مَن ينتظرك؟!ربما يأتيك هدية على صينية من ذهب، تلتقطه دون رجاء أو عتب، هو الأمل المنتظر مِمن قلبي أحَب، هو الأُمنية الأولى والحلم الأخير وكل ما وَجَب، يشبه العشق حين يأتي في منتصف العمر دون بريق أو لهب... بركان حنان ثائر انفجر وسال دون إنذار أو لغب، غمر أركانا كانت مرصداً ترتل آيات الصبر وفرج مرتقب، يقصف جبهات العدو مع كل أذان والله اكبر على ظالمٍ مُغتصِب. يسألونك عن السيف وفي أي البلاد قد صُنِع، اخبرهم بأن مكوناته صنعته الأيام والليالي التسِع، مِقبضه التصقت به الشدائد ومِضربه جال أوساط الرَبِع.سيف شارك في كل المعارك، في كل مستوطنات العمر، أصغرها خدعة ووَهمُ وأكبرها وخزة وطعنة في الظهر، كجرحٍ غائر في ليل أسود، وصباح ملتهب أشد من الجمر.العمر بات كمستوطنة بلا سكان بلا أحياء وإنما أعداء من كل المِلل، فعلاً انه مُصاب جَلل، تتفاجأ فيه تارة وتستعد له تارة، كحرب استباقية بين دول، وما أدراك ما الحرب الراقدة بين أصحاب العِلل. تسير انت والعمر، أنت تشعر فيه وهو لا يسأل فيك، إنما يسير بأمر عزيزٍ مُقتدر، أنت وإياه خطان متوازيان ربما يوماً يلتقيان، وتكون انت الفائز المنتصر، وتحيط السعادة بك كأشجار سرو حول القصر، أُولى لحظاتها تُحتسب ومن هنا يبدأ العمر.وتبدأ الرحلة الترفيهية والولادة الحقيقية، وما مضى رحلة عبر أسلاك شائكة غير مرئية، تدور حولها أنت، وتدور بك كطالب ينتظر علاماته النهائية. ويبقى العمر كالمستَوطَنَة، ضيف مستعار وما أرعنه، لاجيء يحتمى في قلعة غير مُحصنة، مقاتل يطلق الرصاص لا يعرف أصلاً لماذا هو هنا، ينتظر ساعة حسابِهَ أو يرسل رسائل رجاء لِمَن أذعنَه، شئت أم أبيت تبقى وأحلامك رهينة العمر داخل أسوار مستوطنة.