15 سبتمبر 2025
تسجيل● تبقى الكلمة المكتوبة ولغة الحروف بكل أشكال الأدبيات والكتابة والتعبير؛ هي اللغة الباقية والخالدة والمفهومة، ولنا من تاريخ الأدب والفلسفة والقانون والعلوم والدين وحتى النظريات السياسية وغيرها من فلسفات ونظريات علمية... مراجع مهمة لا يستغنى عنها ويرجع إليها عند بحث وتمحيص عن حقيقة وفهم لعقل ورأي كتبه صاحبه منذ قرون وبقيت خالدة ومحفوظة.. لدليل على أهمية الحرف والكلمة والقلم. ● فعندما نقرأ روايات تحمل تجارب وحكايا وخيال مؤلفها بعمق وفكر، فإنها تضيف للقارئ الكثير، وعندما نقرأ أبيات قصيدة كتبت في عصور جاهلية وعصور حديثة، فإنها تنبئ وتخبر عن صاحبها ورهافة مشاعره وعمق فكره، وتقدم حكماً وعبراً تخاطب العقول والواقع، عندما نقرأ مقالاً أو كتاباً سياسياً أو أدبياً أو نقداً، يسمع القارئ نبرة صاحبه الهادئة أو الصارخة !. كل تلك المدارس وأدبيات الكتابة تجعل لكاتبها حضورا وتأثيرا، فلا يستهين صاحب القلم من حضوره ووجود قلمه متى كان صاحب رأي وموهبة أدبية حقيقية في زمن ضج بالأقلام الباحثة عن شهرة على حساب أقلام مأجورة..! ● قد يظن أصحاب الكراسي والمناصب.. أن هذا الرأي أو الدراسة والبحث لن يقرأه ويطلع عليه أحد! ولن يكون مؤثراً ! ولن يجد له صدى ويهملون أهمية البحث العلمي، ولكنهم يجهلون إن كانت هناك أمة تعيش في أُمية وجهل اختارته بعدم تصفح كتاب وقراءة مقال وبحث وفهم لما بين السطور، فإنها لن تفهم وتتقدم ويكون لها حضور بين الأمم. هناك شعوب تبدأ يومها بكتاب يرافقهم على مائدة إفطار إلى رحلة قطار، وسفر بالطائرة وفي لحظات انتظار وغيرها من ساعات من تحديد وتخصيص وقت لغذاء الروح والفكر قبل أي شيء. ● احترم وأقدر المسؤول الذي يقرأ ما يوضع على مكتبه وجدول أعماله ويفهم ما تحمله الملفات والأوراق ولا يخجل من سؤال من هو أصغر منه وظيفياً وعمراً في تقديم المعلومة وتفسيرها وفهم ما يجهله، لا أن يكون ذلك المسؤول جل اهتمامه عدسات التصوير واللقاءات الصحفية والمتلفزة لإثبات الوجود لدى من هم أكبر منه قيادة!. ● يجهل كثير من الناس أهمية أن تكون قارئاً ومثقفاً حقيقياً لذاتك قبل غيرك، لأن ذلك يجعل لك قوة حضور وتميز حجة وقوة وصلابة رأي، لا يمكن التأثير عليه متى كان صائبا، بناء على حقائق ومراجع ووقائع، وليس على خيال وتأليف ونقل وتفلسف لأجل إثبات الحضور لا أكثر. ● الفرق بيننا وبين الغرب والشعوب الأجنبية في أوروبا وأمريكا وكندا والهند وغيرهم من شعوب.. انهم يفكرون للمستقبل من خلال كل ما يقومون به ومن خلال السعي الحقيقي لتطوير مهاراتهم وشخصياتهم من خلال القراءة والبحث والاستفادة من وسائل التكنولوجيا الحديثة لخدمة خططهم ورؤيتهم المستقبلية ودولهم. ● آخر جرة قلم: عندما نكون أمة اقرأ.. يجب أن نعيد للكتاب والقلم هيبتهما ووجودهما وحضورهما على المستوى الاكاديمي والتعليمي وعلى مستوى الأسرة، عندما تكون صاحب قلم ورأي لتكون لك كلمة مؤثرة وصادقة تجعل لك حضوراً وتميزاً ليس فقط لوقت آنٍ، وإنما حروف وكلمات لتكون مرجعا صادقا للأجيال. حرية التعبير لن تُغتال ولن تموت. تبقى الكلمة الصادقة القوية سلاحاً دائما خالدا في حياة كاتبه وبعد رحيله، تبقى حروفه شاهدة وحاضرة له إنه كان هنا، وترك بصمة لا يمكن أن تمحى أو يُطمس أثرها ووقعها في العقول والأرواح وإن كثرت الأقلام المزيفة!. [email protected] @salwaalmulla