12 سبتمبر 2025

تسجيل

رسالة حب من مقيمة يمنية

20 مايو 2020

هاتفتني صديقة يمنية كانت تقيم في قطر قبل أن تستقر هي وعائلتها في اليمن لظروف خاصة لحقت بأبيها الذي اضطر منذ عام للرحيل عن قطر للمكوث مع شقيقتيه اللتين أصبحتا بلا معيل بعد أن فقدت إحداهما زوجها في غارة للتحالف السعودي الإماراتي على سوق شعبي بصنعاء بينما ترعى الأخرى زوجها المشلول بسبب حادث سيارة أليم اقعده عن العمل وأخبرتني بكثير من السخرية كيف استقبل اليمنيون شائعة الانقلاب في قطر الذي روجت له حسابات سعودية وإماراتية بعد فبركتها لأحد مشاهد احتفالات ( كتارا ) لمهرجان الوسمي السنوي الذي أقيم السنة الماضية واستغلال مشاهد الأدخنة التي تعالت بفعل الألعاب النارية التي أُقيمت آنذاك على أنها انقلاب في قطر وتحديدا في مدينة الوكرة وفي قصر ( اللؤلؤة ) الذي لا أعلم من أين أتوا بهذا الاسم خصوصا وأنهم حددوا اسم الشارع وهو شارع ( الرويضة ) الذي لا يوجد لدينا من الأساس شارع بهذا الاسم ولكن يبدو أن مهنة الفبركة لديهم وصلت الاحترافية فيها لدرجة الغباء !، المهم إن صديقتي هذه المولودة في الدوحة والتي درست جميع مراحلها الدراسية هنا حتى تخرجت من جامعة قطر لم تصدق الإشاعة التي وصفتها لي بالمضحكة وأخبرتني بصوت مفعم بمشاعر الحب والشوق أنها قالت لمن حولها أنتم لا تعرفون قطر مثلي، لا تعرفون كيف هو الأمن في قطر والأمان الذي يحظى به كل من يسكن فيها، أنتم لا تعلمون أن هذا البلد "قطر" عصية على كل من يحاول النيل منها وقد غادرتها مجبرة وهي تحت الحصار وشعرت حينها بأنني أخون بلدي الذي ولدت فيه في الوقت الذي كان يحتاج فيه لوقوف المواطنين والمقيمين على يد واحدة حول قيادته، كما كنا دائما منذ أن وقع الحصار عليها، أي انقلاب هذا الذي يمكن أن يطول حبيبتي قطر وأنتم لم تروا ما عشناه ورأيناه ونحن لا نزال نحمل صفة ( مقيم ) فيها وشعرنا كيف واجه أهل قطر كل ادعاءات دول الحصار وكيف حاولت هذه الدول حتى هذه اللحظة أن تفرق بينهم وتضعف ثقتهم بأميرهم وحكومتهم ولم تنجح، ولا أخفيكم فهذه الصديقة كانت تتكلم بصوت عال وكأنها تدافع على قطر من أمام منصة كبرى لتدحض كل ما يقال على بلادنا، ويبدو أنها أقنعت كثيرين بأن هذا ما هو إلا فبركة رخيصة ضمن مئات الفبركات التي نُسجت عن قطر واستقبلتها الدوحة حكومة وشعبا بالتجاهل حينا وبالاستخفاف أحيانا كثيرة. هذا كان رد وموقف صديقتي التي كانت يوما من أهل قطر الذين يعيشون على أرضها الطيبة قبل أن ترحل عنها للأسباب التي ذكرتها أعلاه وهو موقف لا يمكن أن يختلف عن موقف أي مقيم حر يعيش في قطر ويثمن جيدا معنى الإقامة الكريمة على أرض يحكمها سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والذي ومنذ فرض الحصار الجائر على بلاده لمس مشاعر المقيمين التي لم تختلف في غيرتها ودفاعها عن قطر عن المواطن الذي يحمل جنسيتها وعليه فقد كان يخصهم بالشكر والثناء في أي مناسبة، كان سموه فيها متحدثا واعتبر كل من يدافع عن قطر هو متحدث باسمها ولذا جمعت الوطنية وحب هذا البلد نفوس المواطنين والمقيمين على حد سواء وأن يرى قائد هذا البلد ذاك الدفاع المستميت عن سموه وعن بلاده من المقيمين الذين ثمنوا جيدا هذه الأرض فهو التكريم الذي يحظى به كل مقيم ومقيمة في قطر وسيظلون مخلصين لهذا البلد سواء ظلوا فيها أم غادروها مختارين كما تتجه مصالحهم الخاصة أو غادروها مجبرين، كما تحتم ظروفهم مثل صديقتي هذه التي تشتاق لقطر في كل لحظة تتذكر فيها ما عاشته قبل الحصار وبعده. [email protected] - [email protected]@ebtesam777