19 سبتمبر 2025
تسجيلقول للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يبين خطورة هذا التصرف والسلوك الذي يشيع في مجتمعاتنا العربية والخليجية بشكل مقزز وموجة يركبها كل ذي نية ومرام وهدف. لذلك إذا تحول المدح أو الذم إلى ثقافة، وهو في الأساس موقف فأنت أمام مجتمع معوق لأنه حول الموقف المتغير إلى ثقافة ثابتة، على كل حال، فإن طيف الحراك المجتمعي في دول الخليج يتحرك على خط أُفقي طرفه الأول الاحتجاج بدرجته القصوى المتمثلة في النزول إلى الشارع إلى طرفه الآخر الأقصى المتمثل في المدح الزائد عن العادة. الاحتجاج صورة من صور الرد التلقائي على أمر أحدث ألما وضررا لشخص ما أو لمجتمع معين وهو حق تكفله جميع الدساتير. المدح إذا تحول إلى" ثقافة" أو إلى شريحة بالتالي تسمى "المداحون أو المطبلون" فأصبح مديحا لا يرى سوى الحسن ولو كان الأمر سوءا وشرا مستطيرا. حتى إن المرء ليُسيء ومع ذلك يمدح على إساءته كما يذكر الشاعر محمود البارودي/ وأعظم شيء أن ترى المرء ظلما يُسيء/ ويتلى في المحافل حمده. المجتمع الديمقراطي يقوم على النقد الهادف والاحتجاج السلمي ويستهجن المديح لأنه يضع العمل في إطار المسؤولية والمسؤولية في إطار القانون. تتأثر جميع أوجه الاحتجاج عندما يعجز المجتمع عن بلورته ذاتيا أو نتيجة الخوف وتعرضه للقمع، فيشيع الابتذال في الثقافة ويتحول النقد البناء نقدا شخصيا وربما مأجورا ويصبح الرأي خادما للإملاءات وليس رأيا حرا. إذا شاعت ثقافة المديح "الاحتجاج السالب" أصبح المجتمع مسرحا مهيئا للمؤامرة بأشكالها المتعددة لتعطل الصورة الجدلية التي تقود إلى التغيير بديناميكية وحيوية. الثبات كثقافة موجودة في تاريخنا العربي والإسلامي تستمد قوتها من فهومات وتفسيرات كثيرة منها الديني ومنها الاجتماعي، فلذلك يبدو الاحتجاج مقصدا لكثير من الفتاوى المستهجنة له كخروج عن الطاعة واجتماعيا كمعصية للثقافة الأبوية. قيام المجتمعات على مركزية الصوت كما يصفها "دريدا" يساعد على تكون "الاحتجاج السالب" الذي ذكرت، مركزية الصوت تتطلب منبرا لا يحتله سوى فرد معين أيا كان شكل هذا المنبر دينيا أم اجتماعيا. عاشرا: يصبح المجتمع معرضا للانفجار بصورة أعنف من غيرها عندما يختفي النقد الإيجابي والصحي ويشيع الاحتجاج السلبي بصورة ممقوتة لأنه سقف مقفل وكسر لمعادلة التطور وإيقاف لمسيرة التاريخ القائم. [email protected]