16 سبتمبر 2025
تسجيلنمو الحراك التعليمي في معظم الاقتصاديات ماذا يعني قول البنك الدولي إن الحراك الاقتصادي للكثير من الدول النامية توقف خلال الثلاثين عاما الماضية. إنه يعني ببساطة أن الدول التي كانت فقيرة ظلت على حالها طوال هذه الفترة، وبات أجيال من الفقراء في هذه البلدان يجدون أنفسهم محصورين في دوامة الفقر التي تُحدِّدها الظروف التي يُولَدون فيها وعجزهم عن ارتقاء السلم الاقتصادي بسبب تفاوت الفرص. كما أن هناك تباينا شديدا في حجم الحراك بين الأجيال في البلدان النامية. فعلى سبيل المثال، لم يحقق سوى 12% فحسب من الأفراد الذين وُلِدوا في ثمانينيات القرن الماضي في جمهورية أفريقيا الوسطى وغينيا ودولة جنوب السودان مستويات تعليمية أفضل من آبائهم بالمقارنة مع 89% من نظرائهم في كوريا الجنوبية و85% في تايلند. وفي دراسة نشرها البنك حديثا اعتمدت على تحليل قاعدة بيانات عالمية للحراك بين الأجيال أُعِدَت حديثاً وتشمل 148 بلداً يعيش فيها 96% من سكان العالم، أظهرت تراجع الصعود من أدنى السلم، وزادت أعداد الذين مازالوا محصورين في أدنى السلم الاقتصادي في الاقتصاديات النامية. وفيما يتعلق بالأفراد الذين يُولَدون في أسر أفقر، تضيق فرص ارتقائهم السلم الاقتصادي في الكثير من الاقتصاديات التي أصبحت مستويات المعيشة فيها في المتوسط تقل كثيراً عن نظائرها في الاقتصاديات مرتفعة الدخل. وبالأرقام، تظهر البيانات أنه في عام 2013، كان 10.7% من سكان العالم يعيشون على 1.90 دولار للفرد في اليوم أو أقل، مقابل 12.4% عام 2012، ويشكل هذا انخفاضاً من 35% عام 1990. واستطاع حوالي 1.1 مليار شخص الإفلات من براثن الفقر المدقع منذ عام 1990. وفي عام 2013، كان 767 مليون شخص يعيشون على أقل من 1.9 دولار يوميا بانخفاض عن عددهم عام 1990 حين بلغ 1.85 مليار شخص. وبالرغم من تراجع معدلات الفقر في كل المناطق، فإن التقدُّم في هذا المجال كان متفاوتا. فقد انخفض عدد من يعيشون في فقر مدقع بين عامي 2012 و2013 في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ (عدد الفقراء انخفض 71 مليون شخص) وخاصة في الصين وإندونيسيا، ومنطقة جنوب آسيا (عدد الفقراء انخفض 37 مليون شخص) وخاصة في الهند. بينما يعيش نصف الفقراء فقرا مدقعا في أفريقيا جنوب الصحراء. فقد انخفض عدد الفقراء بالمنطقة أربعة ملايين شخص فقط في حين كان يعيش 389 مليون شخص على أقل من 1.9 دولار يوميا عام 2013، أي أكثر من جميع المناطق الأخرى. ويتبين من هذه الأرقام أن الشوط ما زال طويلا أمام إنهاء الفقر المُدقِع، فكثير من التحديات قائمة. ومازال الحصول على مستويات عالية من التعليم والرعاية الصحية والكهرباء ومياه الشرب وغيرها من الخدمات الحيوية بعيدا عن متناول كثير من الناس وغالبا ما يحدد ذلك وضعهم الاقتصادي الاجتماعي ونوعهم وإثنيتهم وموقعهم الجغرافي. علاوة على ذلك، بالنسبة لمن استطاع الخروج من براثن الفقر فإن التقدم غالبا ما يكون مؤقتا فالصدمات الاقتصادية وغياب الأمن الغذائي وتغير المناخ كلها عوامل تهدد بسحب المكاسب التي حققوها بشق الأنفس وإجبارهم على العودة إلى الفقر. الأمل الرئيسي والجوهري الذي يشير إليه التقرير والذي من شأنه انتشال الأجيال من دوامة توارث الفقر هو التعليم. فيشير التقرير إلى ازدياد الحراك التعليمي في الكثير من الاقتصاديات ويُنبِئ بأنه يمكن الحد من تفاوت الفرص إذا ما تم توسيع التعليم وإتاحته للجميع بحيث يتملك الفرد المعارف والمهارات التي تمكنه من تحسن مستويات ونوعية حياته.