17 سبتمبر 2025
تسجيلتستقبل الدوحة أكثر من 60 رئيس دولة وحكومة ووزراء والأمين العام للأمم المتحدة وعلماء في الاقتصاد والتنمية والعلاقات الدولية، وسيلقي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بيانا شاملا عما يعتصر العالم من مآسٍ. (2) يزيد عدد المشاركين في مؤتمر منتدى الدوحة عن أكثر من 200 ضيف، والذي سيعالج، إلى جانب أمور أخرى، التنمية والتحديات التي تواجهها على مستوى العالم خاصة دول الجنوب، والأمن والتهديدات التي تواجه البشرية، والإرهاب بجميع أشكاله وصوره وأهمها عندي إرهاب الدولة ضد مواطنيها والمقيمين على ثراها كما هو الحال في سوريا والعراق ومصر، ولا شك بأن المؤتمر سيتوقف عند أمن الخليج العربي ليمعن النظر في الأزمات والتحديات التي تواجه هذه المنطقة المهمة من العالم.السؤال الذي يدور في ذهن المتابعين لما سيقال في هذا المؤتمر، ثم ماذا بعد كل ما قيل؟ هل من متابعة من قبل إدارة المؤتمر مع الدول المشاركة لمعرفة ما تم إنجازه من الأقوال التي سمعناها على مدى ثلاثة أيام من رؤساء دول وحكومات ووزراء ومفكرين أم أن الأمر سينتهي ونودع ضيوفنا بمثل ما استقبلناهم من حفاوة وكرم ضيافة.في هذه الحالة فإني أقترح على وزارة الخارجية الجهة المنظمة للمؤتمر أن تشكل سكرتارية مستقلة في الوزارة بعد انتهاء أعمال المؤتمر مهمتها دراسة ما جاء في البيانات التي قيلت في هذا الاجتماع ومتابعة المسؤولين الذي أدلوا ببياناتهم في المؤتمر ومعرفة ماذا عمل كل منهم في تنفيذ ما جاء في بيانه. ذلك الأمر يقتضي متابعة جيدة من إدارة المؤتمرات وإقناع الدول المشاركة في مؤتمراتنا بجديتنا في إيجاد الحلول والمقترحات لمواجهة ما يعتور طريق العالم من تحديات. (3) بالتوازي مع انعقاد منتدى الدوحة يعقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة مؤتمرا عن "العرب والصين" ويتناول المؤتمر جملة من المواضيع أهمها عندي الاستراتيجية الصينية في الوطن العربي، والعلاقات الصينية الخليجية، وأخيرا الموقف الصيني من الصراع العربي الإسرائيلي. ولعل هذه المواضيع، إلى جانب مواضيع أخرى، أهم ما يشغل المواطن العربي في علاقاته بجمهورية الصين الشعبية.يأتي هذا المؤتمر (الصين والعرب) وقد سبقه مؤتمرات أخرى عقدت في الدوحة مع الجانب الصيني البعض منها على مستوى وزاري عربي والبعض الأخر على مستوى رجال أعمال، والحق أن الصين من الدول التي علينا أن نرصد حركتها السياسية والاقتصادية، وأن نجعل الاهتمام بطريق الحرير ــالذي كثر الحديث عنه هذه الأيامــ على أساس طريق التواصل الحضاري والثقافي بين القوتين العربية والصينية، وليس على أسس تجارية فقط. أخشى أن تختطف إيران منا طريق الحرير، وذلك عن طريق عضويتها في تجمع شانغ هاي، والذي يتكون من (الصين وروسيا وكازخستان وقيرغيزيا وأوزباكستان وطاجيكستان)، وانضم إلى هذا التجمع بصفة مراقب كل من (إيران والباكستان والهند ومنغوليا)، إن هذا التجمع الذي يضم في عضويته أكبر تجمع سكاني في العالم لا جدال بأنه ستكون له آثار سلبية إذا لم نحسن التعامل معه على مستوى عربي جماعي وعلى مستوى دول مجلس التعاون مجتمعة الكلمة وليس كل بمفرده. (4) كان بودي أن يكون قد جرى تنسيق على مستوى الدولة والمؤسسات لعقد مؤتمرات بهذه الأهمية كي لا تكون في زمن واحد قد تتشتت جهود المتابعة إعلاميا وسياسيا، أما وقد حدث ما حدث من تداخل فهل يمكن العودة إلى النظام السابق الذي كان معمولا به في تنظيم مواعيد المؤتمرات لكي تعم الفائدة.النقطة المهمة عندي هل نستطيع على كل الصعد الرسمية الاستفادة من هذا الكم الكبير من الضيوف (شخصيات سياسية قيادية وإعلامية) في كلا المؤتمرين من تنظيم زيارة للمشاركين في هذه المؤتمرات لمواقع العمال الذين تشن علينا وسائل الإعلام العربية مع الأسف والدولية حملة رهيبة تحت بند (حقوق الإنسان، أو المتاجرة بالبشر). آخر القول: إنني أدعو كل الجهات المختصة في البلاد للاستفادة من هذا العدد المهم لدحض حجج الإعلام غير المنصف تجاه بلادنا ليتبينوا الحقائق بأنفسهم عن طريق تنظيم زيارة لمواقع إسكانهم وميادين عملهم.