27 أكتوبر 2025
تسجيلفي سبتمبر من العام الماضي احتضنت الدوحة الاجتماع السنوي السادس للمنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية الذي عقد لأول مرة في منطقة الشرق الاوسط، بمشاركة ممثلين عن صناديق الثروة السيادية من 27 دولة ، وجاءت كلمة معالي رئيس مجلس الوزراء في افتتاح اعمال الاجتماع لتؤكد جملة مـن الأمور المهمة تتصدرها ما حققته دولة قطر من إنجازات في شتى المجالات التي تصب في مصلحة الأجيال القادمة حيث تعرف صناديق الثروة السيادية بالصناديق المكلفة بإدارة الثروات والاحتياطات المالية للحكومات. وتعتبر الصناديق السياديَّة ظاهرة ليست بالجديدة على الساحة المالية العالمية، حتى وإن عرفت نمواً سريعاً في نهاية القرن العشرين وبدايات الألفية الثالثة, حيث تعود هذه الصناديق إلى خمسينيات القرن العشرين عندما أنشأت دولة الكويت هيئة الاستثمار الكويتية سنة 1953 ، ليتوالى إثر ذلك في السبعينيات وما بعدها ظهور صناديق أخرى. ومن هنا جاءت أهمية إنشاء جهاز قطر للاستثمار عـام ٢٠٠٥، بوصفه جهة مستقلة تتولى استثمار وادخـار احتياطي الدولة.الرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة كانت سبباً في الرخاء الذي تنعم به قطر، والخدمات المتميزة التي يستفيد منها المواطن والمقيم في شـتـى المجالات وعلى أرقى المستويات، وها نحن نسير وفق رؤية وطنية شاملة نحو ٢٠٣٠ لتؤكد الرؤية حرص الحكومة على أن تكون جميع الخدمات مضمونة ومكفولة للأجيال القادمة مهـما كانت الظـروف والتحديات مع ضـرورة الالتزام بالموازنات والخطط المعتمدة للإنفاق. ومع تنامي المشاريع وسرعة وتيرة الانجازات لتحقيق الرؤية الشاملة واتلتي تشمل ايضا مشاريع الحدث الاكبر باستضافة كاس العالم 2022م ، فهناك توجه صارم على التخلص مـن سلوكيات التبذير والإسراف، والحفاظ على أموال الدولة، ولذلك وضعت منظومة استثمارية وادخارية تؤمن الأموال اللازمة، وتقوم بتنويع مصادر الدخل على المدى الطويل. المتتبع لمسار التنمية الجارية والمستقبلية يدرك تماما أهمية هـذه الرؤية لتحويل قطر إلى دولة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة ، وتأمين استمرار العيش الكريم لشعبها ، ومن اجل هذا الهدف السامي أنشأت الدولة جهاز قطر للاسـتثمار عام ٢٠٠٥، بوصفه جهة مستقلة، تتولى استثمار وادخـار احتياطي، فـي الـوقـت ذاتــه التأكيد على دور الكوادر والمواهب الوطنية فـي تنفيذ سياسات الجهاز حيث يشكلون ٤٠ ٪ من فريق العمل الخاص به. إن تمتع دولة قطر باقـتصاد متين وقوي لم يأت من فراغ وإنما جاء كنتاج طبيعي للسياسات والاستراتيجيات التي وضعتها الدولة. دولتنا بفضل من الله تنعم باستقرار اقتصادي متفرد وحققت انجازات مهمة في مجالات اقتصادية تصب جلها في مصلحة الأجيال القادمة باعتبار أن الهدف النهائي هو الاستثمار من أجل الأجيال. وسلامتكم