13 سبتمبر 2025
تسجيلالتوحد هو اضطراب في الجهاز العصبي يصيب الجهاز التطوري للطفل ويظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، وهناك ثلاثة أنواع من التوحد (التوحد الكلاسيكي، اضطراب التوحد غير مكتمل العلامات " طيف التوحد "، متلازمة اسبرغر)، والتوحد يؤدي الى تأخر تطور الطفل في ثلاثة جوانب رئيسية (الجانب الأول هو المهارات والتفاعل الاجتماعي للطفل وخاصة التواصل البصري، والجانب الثاني الذي يؤثر عليه التوحد هو التواصل واللغة حيث إنه في أغلب الحالات يتأخر الأطفال في النطق الى حد عمر الـ16 شهراً كما أن هؤلاء الأطفال لا يتمكنون من تكوين جملة من كلمتين حتى عامهم الثاني، والجانب الثالث هو الضعف في اهتمامات الطفل بالإضافة الى اظهاره سلوكيات حسية خارجة عن المألوف). العلم والبحوث والدراسات في أسباب هذا المرض لازالت تشارك المجتمع التوحدي نسبه القلق والتخوف بسبب التباين في النتائج والتجارب في هذا الخصوص، فبينما تذكر بعض الدراسات علاقة الملوثات البيئية بالتوحد ونسبة المعادن الموجودة لدى أطفال التوحد وخصوصا الأطفال الذين يعيشون فى أماكن بها تلوث بيئى أو إشعاعى، فقد اظهرت دراسة الوكالة الأمريكية لحماية البيئة للتعرف على مستويات التلوث لعدد من المناطق في ولاية كاليفورنيا لدى 279 طفلا يعانون من مرض التوحد و245 من الأطفال الطبيعيين وشملت المقارنة أطفالا في رحم الأمهات وأطفالا في السنة الأولى من العمر، وقال الباحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا إن الأطفال الذين يتعرضون للتلوث في منازلهم كانوا أكثر عرضة لمرض التوحد ثلاث مرات مقارنة بالأطفال الذين يقيمون في منازل بها مستويات أقل من التلوث، بعض أطفال التوحد تحتوى أجسامهم على نسبة زائدة من المعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق، وهذه المواد لها ضرر كبير على عملية التواصل، فزيادة نسبة عنصرالرصاص في جسم الإنسان تعتبر خطيرة وسامة عند الأطفال في مرحلة النمو والتطور، فقد أظهرت الدراسات أيضا أن الأطفال الذين يعانون من ارتفاع نسبة الرصاص في الدم يلاحظ عليهم تراجعا في معدل الذكاء (IQ) بمعدل درجة أو درجتين، وفي المقابل تحدثت دراسة علمية أخرى عن وجود مستويات مرتفعة من الأجسام المضادة للبروتين المايليني الأساسي المغلف للأعصاب، وفي الأجسام المناعية المضادة الموجودة في الغلاف الخارجي للخلايا العصبية والذي له علاقة بالتوصيل العصبي داخل مخ الإنسان كانت أعلى في المصابين بدرجة أعلى من التوحد وسببا رئيسا في حدوث اضطراب وطيف التوحد. يعتبر التدخل العلاجي المبكر "محورا رئيسا " في الحد من تسارع أعراض ومعاناة الطفل التوحدي، حيث تصنف السنة الثانية من عمر الطفل بالفترة الزمنية " الحرجة " عطفا على ملاحظة وتسارع الأعراض والسلوكيات بالتزامن مع التأخر في النطق، حيث تبدأ رحلة القلق والتخوف والحيرة عند البحث أولا عن التشخيص الدقيق، وبعدها البحث عن المراكز العلاجية والتأهيلية المحلية، مرورا بالكلفة المالية التي يتكبدها البعض في التسجيل والدراسة في المراكز الخاصة أو العلاج في الخارج، مع التنويه لمشاعر القلق والحساسية الملاحظة عند الأسرة من قدرة طفلها على التعليم والتواصل والإختلاط والتنقل في محيط العائله والمجتمع.