10 سبتمبر 2025

تسجيل

البيئة الرياضية.. بين الواقع المحلي والطموح الخليجي

13 مايو 2013

ماذا بعد أن أصبحت الرياضة في عصرنا "ظاهرة" اجتماعية وثقافية واقتصادية تستقطب اهتمام ومتابعة جميع شرائح المجتمع في زمن تنوعت وتسارعت فيه التقنيات الإعلامية والتربوية للفعاليات والأنشطة الرياضية في دول العالم بالتزامن مع الإقبال المتزايد على ممارسة الرياضة كسلوك ونهج حضاري تربوي صحي؟. وهل ألقت "بيئة الرياضة الخليجية" بمنظوماتها الإشرافية التنفيذية والتربوية بظلالها على محصلة تصاعد النتائج والإبداع والمنافسة من خلال توظيف التطبيقات العلمية والمهنيه لمعطيات ومحاور البيئة المادية والنظيفة والصحية على تهيئة وتوافر المناخ المهني المناسب لصقل المواهب ورفع جودة ونوعية الجاهزية واللياقة والمعنويات في الحضور الرياضي الإقليمي والدولي؟. المتابع لتوجه التخطيط الاستراتيجي الرياضي القطري في دمج محاور وتطبيقات البيئة مع الرياضة ومنظوماتها الرياضية يلمس التناغم في الأهداف مع الرؤية المحلية الاستراتيجية لعام 2030، بتحقق البعد الرابع لهذه الرؤية وهو "البعد البيئي" مع هرم الواقع الإشرافي القيادي، والمتمثل في سمو الشيخ ولي العهد الأمين ورئيس اللجنة الأولمبية القطرية، حيث تجسد رساله اللجنة في "الحرص والعمل على التطوير والارتقاء بالحركة الأولمبية المحلية وفقا للميثاق الأولمبي الدولي وتوافر البيئة المهنية النظيفة لممارسة الفعاليات والأنشطة الرياضية" مع ملاحظة المبادرة في رعاية وتنظيم المؤتمرات والندوات الرياضية والأولمبية الدولية كما هو الحال مثلا في المؤتمر الدولي للبيئة والرياضة والمزمع تنظيمه في مدينه الدوحة في شهر أكتوبر القادم من هذا العام، وكذلك عند الإشاره إلى بعض "العناوين" التي لخصت متابعة النهج والتخطيط الإشرافي والإطار المهني التنفيذي العام، وجاءت على لسان حال ونهج سعادة الأمين العام للجنة، الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني ـ الرياضة القطرية في خدمة البيئة ـ "نسعى لأن تكون جميع المنشآت الرياضية صديقة للبيئة بحلول عام 2014" نموذجا عمليا وتطبيقيا للفلسفة الأولمبية الدولية في بعدها البيئي الثالث مع الجوانب الثقافية والرياضية وكذلك مع برامج الأمم المتحدة البيئية. يستبشر ويستشرف ـ أيضا ـ الباحثون والمختصون في علوم وتطبيقات البيئة والرياضة والتربية والصحة بهذا التوجه العلمي والمهني في الهيئات والمنظومات الأولمبية والشبابية للدمج والتناغم والربط بين "البيئة والرياضة" في دول الخليج العربي، كما يأملون كذلك في أن يُعكس هذا التسارع التنفيذي والإشرافي في اللجنة الأولمبية الخليجية على واقع حال مسيرة الحصيلة والإنجازات والمنافسة الأقليمية والدولية لجميع دول الخليج العربي، وكذلك على دعم وجاهزية الخطط الاستراتيجية الخليجية التنموية بشقيها الشامل والمستدام. ولسنا في هذه العجالة بصدد التوسع والتفصيل في سرد المصطلحات العلمية المهنية المتنوعة للبيئة الرياضية، حيث يمكن لنا التنويه بالخطوط العريضة لهذه المحاور مثل "علم النفس الرياضي، علم الاجتماع الرياضي، فسيولوجيا التمرينات، التدريب البدني، ظاهرة الحركة الإنسانية،.." حيث إن هذه المعطيات ـ بعد تبني وتطبيق أهدافها على نهج وسلوكيات شريحة الشباب والرياضة الخليجية بصفة عامة ـ تسهم وتدعم صناعة القرار الشبابي والرياضي والتنموي في توجيه وتنظيم الخطط والمشاريع والبرامج بالتزامن مع نوعية النشاط والتوقيت الزمني في عرف الإنتاجية والتحصيل والتميز في المنطقة. أتوقف في هذه القراءة عند "مثال عملي" يجمع بين الماضي والحاضر الخليجي لرموز رياضية تمثلت بسلوكياتها واحترافيتها مع الرياضة والرياضيين في تبني معطيات هذا الربط الرياضي والبيئي، كما هو الحال مثلا في الواقع والحاضر الرياضي القطري لنجم منتخب قطر لكره القدم د. سيف الحجري، الذي جسد تمثله بالروح والخلق الرياضي والالتزام المهني الاحترافي حضورا لافتا في مسيرته الكروية طوال 17 سنة بعيدا عن الكروت الملونة، كما ساهم طموحه الرياضي في المشاركة والمساهمة الفاعلة في خدمة توجهات البيئة والرياضة في العديد من المحافل والأنشطة التطبيقية والتوعوية الراهنة.