11 سبتمبر 2025

تسجيل

عيدٌ ونبضُ قلب..

20 أبريل 2023

عندما خلق الله - سبحانه وتعالى- الإنسان، فطَرَه على حُبّ النّاس وجعل له مشاعر تُبنى على ما يعترضه من أحداث تمرُّ به أثناء تعامله مع المحيط، فيُحبّ ويكره ويحِقد ويظنّ، وذلك من ضروريّات الفِطرة الإلهيّة في خلقه، لكن يجب على الشخص أن يجعل حُبَّه وكُرهَه وحِقده مُوجَّهاً على الأقل ولأسباب ليست شخصيةً في المقام الأول، وحقيقةً لم أكُن أعلم أن ما تُخفيه النفوس أعظم من أي شيء قد تُظهرهُ الابتسامة وأن ظاهر الأشياء يختلف عن باطنها اختلافاً كلياً، فالإنسان السويّ يتعامل بالنيةِ الصادقةِ ولكن القدر يجعل منه ضحيةً أمام المواقف التي يتبناها أمام صديقٍ رأى فيه سنداً أو رفيقا في ممرات الحياة تأمّل فيه خيراً متجاهلاً أن القدرَ مكتوب وأن الأحلام ستبقى أحلاماً مهما تمادينا فيها والفرق بينها وبين الواقع هو تطبيقها فعلياً. أتحدث اليوم عن العيد المرتبط بالسعيد في معايداتنا الشفهيةِ فقط، فهل قلوبنا تتمناه سعيداً بالفِعل حين تنطق به شفاهنا للآخر؟، سأترك الإجابة لكم، فاليوم اصبح الاحتفال بالعيد يمرُ على البعض وكانه مناسبةٌ عاديةٌ لا تتطلب احتفاءً خاصاً وهذا بالتأكيد يعود إلى فلسفة الشخص ونظرته إلى حياته وأسلوبه في التعاطي مع المناسبات، ولكن الفلسفة التي يجب أن تبقى هي أن تكون القلوب صافيةً والنوايا غيرُ ملوثة وإلا فما العيدُ إذاً؟. «ليس العِيد لمن لبِس الجديد» قرأت هذه العبارة في مكانٍ ما واستوقفتني فمن قال إن العيد رداء جديد أو مائدة تزدان بأطيب الأطعمةِ أو مبلغ مالي يفرح به صغارنا أو عُلبةٍ تتفنن فيها الأفكار منتجةً هديةً باهظة الثمن أو معنوية المحتوى،، ماذا عن التراحم والتسامح والتصالح والمودة والعطف أليس القلب أولى بأن ينبض بها بدلاً من التباهي بما تقدمه الأيدي لمزايداتٍ هي حديثُ المجالس؟! حتى أصبح البعض يردد»العيد تغير» و»العيد بلا طعم». أخيراً: العيد حيث تُعبّر الأبدان عن حال الأرواح لذا على المحتفلين تنظيف قلوبهم قبل محيطهم لاستقبال العيد «وكل عامٍ وأنتم بخير».