11 سبتمبر 2025
تسجيلالنجاح لا يولد صدفة ولا يكون هبة ولا يشترى بالمال ولا يحقق بالتمني بل هو ثمرة جهد وعمل وعلم والحياة علمها ليس من كتب الأسفار بل هي معاناة وألم ومشقة يكتبها كل منا في صفحات حياته يوماً بعد يوم فليس هناك مستحيل ولكننا نختلف في طرق التفاهم والاندماج والتعاطي مع مفرزات هذه الحياة والكثير منا يعيش وفق قناعاته وهنا تكمن المشكلة فالقناعات التي ينطق بها البعض ويستسلم لها لا شك أنها من أكثر المشكلات التي تقف عائقا في طريق الحياة.أشدد اليوم مستكملاً لما كتبت سابقاً بأن هناك قوانين لابد أن نسير عليها وهذه قوانين ربانية فلا مجال للقناعات والتنظير ولنعود لآخر آية من سورة يوسف ولنكرر قراءتها والتي يقول الله فيها (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) فورد فيها (عبرة – تفصيل – هدى – رحمة) ومن هنا نعرف أهمية ليس القصة بل العبر التي فيها وتفاصيل أحداثها.فلله سنة في الكون وقوانين الحياة وضعها الله سبحانه وتعالى ولم يتركها للخلق وأرسل بها رسلاً ووضع لها كتاباً فلا يمكن أن نعيش على قناعات هنا أو هناك.ولعلي أستطيع القول بأن عدم تخلصنا من الأمراض النفسية التي لا نشعر بها وقد تكون متأصلة في أنفسنا دون أن نعلم من أكبر العوائق التي تساهم في التيه الذي يعاني منه البعض فالحسد والكره والخوف والكبرياء والكذب والخيانة وغيرها من الأمراض التي لا نشعر بها هي مشكلات كبيرة وعوائق تقف في مشوار حياتنا والتحرر منها ليس بالأمر البسيط بل هو جهاد دائم مع النفس وصراع مستمر بين الخير والشر في داخلنا.وعندما أقول إنه جهاد فذاك يعني أننا جميعاً نعاني من هذه الأمراض ومنا من خيره أكثر من شره ومن شره أكثر من خيره فكلما عملنا على أن نجعل فصائل الخير تتغلب على فصائل الشر حينها نحن نسير في الطريق الصحيح.وعلينا أن نعلم أن حياتنا في مجملها هي صراع بين الخير والشر في أنفسنا وفي حياتنا في أعمالنا فكونوا دائماً دعاة خير في حياتكم ولا تكونوا دعاة شر مهما تواجهون من مشكلات وقضايا وأحداث فعليك أن تتمسك بجانب الخير وتأكدوا أن الحكمة تتأصل فينا كلما كنا للخير أقرب قولاً وعملاً وفي التاريخ عبر كثيرة لأهل الخير وأهل الشر.لازم أن نؤمن أن صراع الخير والشر هو قانون حياة لن ينتهي إلا بنهاية الكون وأن هذا الصراع سبب في الحياة وبنائها ومن المهم أن نعرف أن تجاربنا في الحياة هي من يبني الخير في داخلنا ويهدم الشر أو العكس فكونوا بناة خير لحياتكم.