16 أكتوبر 2025
تسجيلثلاث ليال من نهاية الاسبوع المنصرم قضيناها في اجواء روحانية، ننام ونصحو على متابعة حلقات الذكر والبيانات الدينية، واداء الفروض الجماعية في اوقاتها، والاعتكاف داخل حرم المسجد، ملتزمين بنهج مبرمج وواضح يخضع مريديه الى تعليمات صارمة تقننها جهد جماعة "التبليغ والدعوة" الذين يحلون ضيوفا كراما على الاخوة الافاضل القائمين على مسجد "الدعوة" الجديد بالمنطقة الصناعية.قضينا مع "جماعة التبليغ" تلك اللحظات الرائعة نستمتع ونستفيد من العلوم والفكر الذي عايشناه، خلال حلقات الذكر في الاوقات المخصصة التي يقدم فيها بيان مفصل من احد هؤلاء العلماء الاعاجم من الهند وباكستان يلقونه بلغة عربية فصيحة يتقنونها بطلاقة، يعرفون في بياناتهم تجاربهم في الدعوة ويشرحون للمتحلقين امامهم آيات الله البينات وفق مواقع السور التي يستشهدون بها، يفسرونها باتقان ينم عن ثقافة واسعة بعلوم الدين وحفظ للقرآن الكريم، وشرح واف وبيان للايات من واقع دراسة عميقة لعلوم الدين الاسلامي الحنيف.جماعة "التبليغ" الذين عشنا معهم تلك الليالي الروحانية الرائعة، ما وجدنا فيهم الا العلماء الغيورين على الاسلام، وجهدهم بالتفكر في حال المسلمين والإمعان في الدعوة لهداية الناس الى طريق الصواب. في المقابل لم نجد من علماء السنة من ينكر الاثر البالغ للجماعة في هداية الخلق، ويؤكد العارفين بهم انهم في الدعوة إلى الله ألين من غيرهم؛ عندهم لين، وعندهم إيثار، وعندهم خلق، وهي صفات جميلة في المسلم.عاصرت الجماعة منذ سنوات كنت اغيب وارجع اليهم، فلم اجد منهم الا مزيدا من الاصرار على نهجهم الداعي الى تبليغ الامة لنشر الاسلام، احترم هؤلاء الجماعة لانني وجدت فيهم خير، وفيهم دعوة، ولهم تأثير واضح، ولنا في معاشرتهم احوال عجيبة؛ فكم من فاسق هداه الله! وكم من كافر آمن على ايديهم! اضافة الى ما يميز طبائعهم من صفات التواضع والخلق والإيثار.هناك جماعة من علماء المسلمين ممن لا يتفق مع نهجهم، وينحصر خلاف بعض الائمة في طريقة الدعوة لدى الجماعة، لكننا لم نر هذا الخلاف قد اثر على جهدهم واستمراريتهم بجدية في الدعوة، باعتبار ان كل المسائل يكون الناس فيها طرفين ووسطاً ، فبما يتعلق بجماعة التبليغ هناك من الناس من يثني عليهم كثيراً، وينصح بالخروج معهم، ومن الناس من يذمهم ويحذر من الخروج معهم، ومنهم متوسط.هذا ما علمنا منهم، وقد صحبهم جمُّ غفير من إخواننا وعرفوا ذلك، وبعض اهل السنة الذين يختلفون معهم يعيبون عليهم صفة "النقص والجهل" الا انهم يعترفون بذلك لان الكمال لله وحده عز وجل، وهم في ذلك يقبلون النصح من أهل العلم والبصيرة وأهل العقائد الطيبة الذين ساعدوهم على الخير، وصارت الدعوة أكثر نفعاً وأكمل بلاغاً.هؤلاء الذين يتجوّلون في بقاع العالم ينشدون توجيه الناس إلى الإسلام وترغيبهم في الآخرة وتزهيدهم في الدنيا، وتشجيعهم على طاعة الله ورسوله، لهم منا كل تقدير، فكم من اثر طيب تركوه بين ابناء المسلمين ، يصحبهم الفُساق والعصاة، فيرجعون بعد ذلك عباداً أخيارا.اللهم أصلح حالنا وحال المسلمين وشد من عزم الجماعة لما فيه خير الإسلام والمسلمين، اللهم آمين.. وسلامتكم.