15 أكتوبر 2025

تسجيل

راجع أخطاءك أولاً

20 مارس 2019

من عادتي أن ألاحظ الشخصيات المختلفة وأتعرف على طريقة تفكيرهم وأتعلم من أخطائهم، وأتعجب كثيراً ممن لايتعلم من أخطائه، ويظل حبيس مشاكله ولا يستطيع الخروج منها. ومن أولئك الذين تعجبت منهم: شخص يتهرب الناس منه ولا يحبون الجلوس معه بسبب سوء عشرته. يدعونه لمناسباتهم من باب الواجب فقط، ويفرحون باعتذاره عن الحضور. فمن عادته التسلط والتقليل من الآخرين والاستخفاف بهم ووصمهم بصفات سلبية. وإذا أوقعك حظك العاثر في صدام أو مشادة كلامية معه، فتأكد أنك لن تستطيع مجاراته في استعداداته لمثل هذه المواقف، وسيحرجك أمام الجميع ولن يسعفك لسانك في الرد على الهجوم التهكمي والكلمات البذيئة المتلاحقة، وستصل لمرحلة تقرر فيها الانسحاب من الوحل الذي أدخلك فيه. وعندما وجد هذا الشخص أن الناس تتحاشاه وتبتعد عنه وتمتنع عن الرد عليه والدخول معه في مشاريع أو مبادرات، ويخفون عنه أي مخطط لتجمع لهم، بدأ يكره من حوله، ويصنف من حوله على أنهم غير جديرين بالثقة ولا يتحلون بأصول الكرم و»السنع». ولكن عقله وقلبه لم يهديانه بأن المشكلة فيه هو، وهو الوحيد الذي بيده الحل وتغيير نفسه، بدلاً من لوم الآخرين. يقول الكاتب الياباني نوبواكي نوتوهارا في كتابه «العرب، وجهة نظر يابانية» بأن الكثير من العرب يسألونه عن سبب عدم وجود كراهية شعبية عند اليابانيين ضد الولايات المتحدة بالرغم من قصفهم اليابان بقنبلتين نوويتين وقتلهم أكثر من 100 ألف شخص، فيعلق قائلا إن اليابانيين بعد الحرب توجهوا لنقد الذات والبحث في أسباب العِداء والأخطاء التي ارتكبوها والتي أدت لضربهم بقنابل لم تستخدم إلا ضدهم، ولم يجدوا أي تعاطف من أحد. غير زاوية تفكيرك وراجع أخطاءك بدلاً من لوم الآخرين على ردود أفعالهم. Twitter: khalid606