10 سبتمبر 2025

تسجيل

هيا نحتفل بعيد الأم

20 مارس 2016

تحتفل معظم الدول العربية فى الحادى والعشرين من مارس كل عام بعيد الأم تقديرا لدور وعطاء الأم فى حياة أولادها وأسرتها وتقديرا لما تقدمه من تضحيات فى سبيل رعايتهم وإسعادهم وإدخال البهجة على حياتهم .. ويحتفل الناس بعيد الأم فى كل دول العالم وإن اختلف تاريخه من دولة لأخرى ولكنه تحدد فى هذا الموعد فى الدول العربية لأنه يصادف بداية فصل الربيع الذى يحبه الجميع صغارا وكبارا عندنا لأنه يتميز بجمال الجو فيه وتفتح الزهور .. ولطالما تغنى شعراؤنا بجماله .. ولهذا فإنه من الطبيعى أن نحتفل فيه بأغلى الناس فى الوجود عند الجميع وهى الأم بلا منازع . وكان أول من احتفل بعيد الأم هى السيدة آنا جرفيس فى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1908 وبدأت حملة للإعتراف بهذا اليوم حتى نجحت فى ذلك عام 1914 وأصبح يحتفل به فى دول كثيرة فى العالم . أما فى عالمنا العربى فإنه من أجل نسب الفضل لأصحابه فإننا لابد أن نشير إلى أن أصحاب فكرة الإحتفال بهذا العيد هما الأخوين على أمين ومصطفى أمين وهما من رواد الصحافة فى مصر ومؤسسا جريدة أخبار اليوم المصرية .. وقد وقع الإختيار بعد الكثير من المناقشات على يوم الحادى والعشرين من مارس وهو بداية شهر الجمال والربيع كما ذكرنا آنفا .. ومما ساعد على ترحيب الناس بهذا الإحتفال أنه يتوافق مع ما أمرنا الله بالإحسان إلى الأم وحرم على الأبناء عقوق الأمهات وإعتبرها سبحانه وتعالى من الكبائر . وعن هذا العيد أيضا هناك رأى يقول أن بدء الإحتفال به يرجع إلى عصور الإغريق والرومان .. وأنا أتفق مع هذا الرأى - برغم أنه لا يوجد لدى دليل لإثباته - لأن الأم طالما كانت عبر التاريخ مخلوقا مرهف الحس رقيق المشاعر وتتحمل الآلام والمشاق راضية فى سبيل الآخرين ويكفى ما تلاقيه من ألم مبرح أثناء الولادة وتتحمله كرها وتزداد حبا وحنانا لوليدها . وفى هذه المناسبة يقوم كل فرد بتقديم هدية – تكون رمزية فى أغلب الأحيان – أو بطاقة أو بعض الزهور .. وجميعها - بغض النظر عن قيمتها المادية - تعبرعن إمتنان الأبناء للأم .. تلك الإنسانة مرهفة الحس رقيقة المشاعر التى تحملت الضغوط النفسية والعصبية وتحملت ما يفوق طاقتها من أجل إسعاد أولادها .. وهنا تكون الهدية أو البطاقة مجرد تعبير عن العرفان وأن الأبناء يقدرون ما بذلته الأم من أجل إسعادهم .. ومن البديهى أن الكل يدرك أن الهدية ليست بقيمتها المادية ولكنها رمز للإعتراف بفضلها وجميلها . ونختم مقالنا بأجمل ما قرأته فى هذه المناسبة للدكتور سيد حسن السيد الخبير الدولى للإتيكيت وآداب السلوك فى جريدة الأهرام القاهرية " أن الله خلق المرأة ووضع فيها جينات الحب كى تتعامل بالعاطفة .. لأن العاطفة عندما تسمو عند المرأة تتحول إلى حنان متمثلا فى غريزة الأمومة التى تعبر عن أسمى معانى الحب فى الوجود دون مقابل " . ويطالب الرجل وأنا أتفق معه تماما بأن يستمر تكريم الأمهات حيث أن يوما واحدا فى العام لا يكفى .. وأنا أضيف أن أى أم لا تنتظر أن يقدم لها الأبناء الهدايا مهما إرتفع ثمنها ولكن يسعدها إبتسامة عرفان أو لمسة حانية .. أو أن يربت أحد الأبناء على يدها تقديرا وعرفانا . ولا أكتم سرا لو صارحت القراء الأعزاء بأننى شخصيا قد توفيت أمى منذ ما يزيد عن العشرين عاما ومع هذا فإننى لا زلت أشعر بوجودها إلى جوارى .. وكثيرا ما أشعر بها وهى تشجعنى على فعل جميل أو تنهانى عما هو غير ذلك .. حقا إن الجنة تحت أقدام الأمهات . وإلى موضوع جديد ومقالنا القادم بحول الله .