17 سبتمبر 2025
تسجيلفي الوقت الذي ينادي عقلاء الأمة بضرورة الحفاظ على اللغة العربية، بحكم أنها حاضنة للهوية العربية والإسلامية. وفي ظل اهتمام دولة قطر اللامحدود باللغة العربية وتنظيمها لأكثر من مؤتمر للحفاظ على اللغة العربية، وآخرها المنتدى الثاني للنهوض باللغة العربية، تحت راية المنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية، يوم 20/1/2016، حيث شارك فيه أكثر من 300 باحث وتربوي، وكذلك أجهزة قطرية متعددة مثل: مكتبة قطر الوطنية، قناة الجزيرة للأطفال، أكاديمية قطر لتدريب المربيات، المركز الثقافي للطفولة، معهد قطر لبحوث الحوسبة، وغيرها من المؤسسات. ولقد صدر عن المنتدى مجموعة من التوصيات المتعلقة بالنهوض باللغة العربية، وحسن تدريسها وإعداد قواميس لغوية مصورة التي تنمي الحصيلة اللغوية للأطفال، وتطوير استراتيجيات المناهج بما في ذلك توظيف التقنية الحديثة لتعليم اللغة العربية.في هذا الوقت نتفاجأ ببعض دور النشر العربية تقدم لنا نتاجًا لا يصلح "للاستخدام الآدمي"، في مخالفة لأبسط قواعد النشر، وغياب المسؤولية والأمانة التي تجرح الانتماء للأمة العربية والإسلامية، ويوزع هذا النتاج على أنه سلعة أدبية في المحال التجارية في قطر، الأمر الذي يخالف ما توصل إليه الباحثون والتربويون، وما نص عليه دستور البلاد، وما تقوم به الحكومة الموقرة من جهود من أجل إرساء قواعد اللغة العربية في كل مراسلاتها. ولقد قرأتُ روايتين لشابة وشاب، بعد معرض الكتاب الأخير، أصدرتهما دار نشر عربية! وللأسف، وجدت مخالفات شتى – تقريبًا في كل صفحة من صفحات إحدى الروايتين البالغة 171 صفحة. ويبدو أن الدار ليس لديها مصحح لغوي، كما أن الروايتين كتبتا بـاللهجة المحلية، ثم تمت "عربنتهما" إلى الفصحى غير السليمة. ومن نماذج ما قرأت: - عدم معرفة الكاتب بالجمع والمثنى، فنراه يتحدث عن شخصين بصيغة الجمع.- عدم إلمام الكاتب بصيغة (خبر كان)! - عدم إلمام الكاتب بحالة الجزم بعد (لم) في كل سطور الرواية.- إغراق الكاتب في (السجع) الممجوج غير ذي دلالة في النص.- وجود جمل عامية داخل النص.- عدم إلمام الكاتب بعمل (أخوات كان): مثل: باتَ، بقي، أصبح، ليس، لستَ(يطمح أن يكون رسمي.. ولبق.- عدم إلمام الكاتب بصيغ الأمر: أبقي مكانك، أبقي لا ترحل، فلنلتقي.- عدم إلمام الكاتب بمواضع همزة الوصل وهمزة القطع في كل الرواية.- عدم إلمام الكاتب بموضع همزة السطر: (خلف بكاءها)، لم يصمد أمام وفاءه، يستحيل إبقاءهم.- عدم معرفة الكاتب بإعراب الفاعل: دون أن تدمع عينيك، يتعجب أبيه ويقول.- عدم معرفة الكاتب بمواقع المفعول به: وأغمض عيناه، رفع عيناه، شواطىء عيناه، نهر عيناه، يشتاق لعيناها.- توجد أخطاء إملائية بلا حصر في الرواية: لا أريد بدأ الأسئلة، أميل لمرأة، بما يخبأه له، وهي تنحب، يحاول تغمس دور الظالم، وهو يخبأ سرَّ هذا الشخص، يُهدأ من خوفها.أما من ناحية الرواية كحدث وشخوص وأماكن وأزمنة، فلا يوجد أي ذكر لذلك، رغم أن القصة تتلخص في أن أحدهم يحب فتاة ليست من مستواه الاجتماعي! فقط! ولم تتضح تطورات الشخوص، رغم أنهم لم يزيدوا على 4 شخصيات أو خمس.ولم يستطع الكاتب استغلال الحدث في باريس للحديث عن المكان وأثره في تطور الشخصيات، كما أنه بالغ في استخدام الأسجاع في غير أماكنها وبتكرار ممل. ناهيك عن غياب البديع والبيان عن الرواية، ومحدودية الأحداث فيها، ومباشرتها في بث الشكوى من الحبيب لحبيبته! كما يوجد خلط في الروي، فأحيانا نجد البطل يتحدث عن نفسه، وأحيانا يقحم لنا راويًا يتحدث عن البطل!؟