تكريم غانم السليطي

كان ليل الخميس سعيدا لنا جميعا هنا في مسرح قصر الثقافة بإمارة الشارقة حيث كان يعج بالحضور من شخصيات ثقافية محلية وخليجية وعربية دعيت للاحتفال بتتويج فنان قطر الأول ونجم الكوميديا في الخليج والعالم العربي بفكر يختلف عن الابتذال ولكن سعى غانم منذ تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة لتغيير مفهوم الضحك عند الناس فقدم هذه الأعمال التي في وجدان المشاهد لها في كل مكان فساهي ولد بو ساهي فايز التوش وتصانيف وعمى عيون إلى جانب أعماله المسرحية بداية من بيت الأشباح مرورا بسوق البنات وعنتر وأبله وهلو جولف وزلزال ودوحة تشريف وأمجاد العرب وحش الليل وعنبر و11 سبتمبر ومفلح في المريخ كلها أعمال هادفة ساخرة من الوضع الاجتماعي والسياسي في كل مكان من العالم، لم يسع غانم إلى إضحاك الجمهور من أجل الإضحاك فقط بل كان الإضحاك هادفا وفي سياق النص المكتوب وإن طور فيه عبر الإضافات التي تكون خلال العرض كمتابع لجميع أعمال الفنان غانم منذ عرض سوق البنات مع المسرح القطري وأنا معجب بما يقدم وكنت سعيدا حين كلفني بإعداد كتاب عن فوزه بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي وقد خاطبت أغلب من عمل معه ورفيق دروبه وتم ذلك بالاتصال بالشخصيات ونشر الطلب عبر جروبات المسرح مع الإيميل وقد أبديت رغبتي في كتابة الكلمات إن لم يتمكنوا من ذلك أو لعدم ثقافتهم في الكتابة مع الأسف لم يستجب سوى عدد قليل منهم فقد كان له تأثيره على نفسية المكرم إلا أن الاحتفال الكبير به من قبل الجميع هنا أسهم في نسيان هذا الجفاء من الأقرباء، فقد أسعدت كلمة حاكم الشارقة الفنان غانم ونحن من خلفه بما جاء فيها من دعم كبير له في ظل سعي البعض لتهميشه " هذا التكريم بمثابة التكليف للمرحلة القادمة المهمة التي ستكون لها دور مهم في تطوير المسرح " إن قلب غانم الأبيض والمحب للجميع وإن كان دوره كناقد يتطلب التشريح بصدق دون مجاملة وهو ما يغضب البعض منه في الندوات التطبيقية لكنها كلمة حق تقال منه، إن تكريم غانم السليطي هو تكريم لقطر ومسرحها، وإن تعيينه مستشارا لسعادة وزير الثقافة هو أيضًا اختيار صادف أهله فعليه مسؤولية كبيرة بعد هذا التكريم ولن يتقاعد من الإبداع المسرحي، كما يعتقد البعض أن التكريم نهاية الفنان.