27 أكتوبر 2025

تسجيل

حاكم الشارقة والنهوض بالمسرح العربي

20 مارس 2016

نعيش هذه الأيام ولغاية 27 مارس الجاري احتفالية ايام الشارقة المسرحية في دورتها الـ 26 التي تنظمها دائرة الثقافة والاعلام في حكومة امارة الشارقة ويحتضنها موقعي قصر الثقافة ومعهد الشارقة للفنون المسرحية اللذان يتلألآن في ليالي تنير اجوائها باشعاع كوكبة من المسرحيين واصحاب الفكر العربي مستلهمين حضورهم من مقولة خالدة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة مفادها "الجمال المكتمل لا يتوفر في فن من الفنون بقدر ما هو عليه في المسرح".يتضح ايمان الشيخ الدكتور سلطان القاسمي بالمسرح ورعايته لنهضة مسرحية عربية واعدة من خلال تشجيعه وحرصه على المشاركة في فعاليات الشارقة المسرحية سواء على المستوى المحلي او الخليجي او العربي التي تنهض ابداعاتهم في احضانها هذه الايام وفي هذه الدورة تجلى حبه للمسرح وايمانه برسالته حين اكد في كلمته في افتتاحية المهرجان الليلة قبل الماضية "أن الرقي بالمجتمعات والنفس يأتي من خلال الأدب والثقافة اللذين يغذيان العقل والمجتمعات ويواجهان الظواهر السلبية".اخصص مقالتي اليوم حول هذه الشخصية التي تنبثق رؤاها من وسط تراجع واضح في حياة المسرح العربي والذي يعيده البعض إلى الوضع المأساوي العام في كل المساحات العربية التي كانت مضيئة في زمن العطاء والذي يمثل المسرح احد روافده، وفي استهلالة كلمته حول مهرجان الشارقة قال الشيخ سلطان القاسمي "إنها أيام تجمع الأحبّة من الوطن العربي في هذا المكان، ولكم في قلبي مكان، فنرحب بكم ليس فقط في دولة الإمارات، وليس في الشارقة، وإنما في قلبي".وانهال التصفيق الحار من الجميع تقديرا لما وصف ترحيبه بهم بأنه نابع من قلبه الواسع لكل هموم المسرح العربي، واهم ما قاله في كلمته في هذا الشأن "ترحب الشارقة عبر نهارات ربيعها النضر ولياليها المتلألئة بضيوفها الكرام، معبّرة عن فرحتها باستقبالهم، تحفّهم بحفاوتها الحانية، النابعة عن محبة لأبناء العروبة والدم الواحد، تجمعهم على الدوام من خلال فضاءاتها الرحبة، التي تتسع بما تعدّه لمبدعيها ومثقفيها وفنّانيها من مناسبات الفعل الثقافي المتعدّد، هدفها الأساسي هو استنهاض الهمة العربية المبدعة لتأخذ مكانتها التي تليق بها". نسترسل بعض ما جاء من اضاءات في كلمة حاكم الشارقة المهمة جدا والتي ترسم لمستقبل يعيد الروح المفقودة اليوم للمسرح العربي بشكل عام، وفي هذا الصدد كلف سموه بالسعي "لإيجاد النصوص المتميزة والصالحة للمجتمعات لكي تُنْتج وتظهر للمجتمع من خلال مسارح دول الخليج والوطن العربي لخدمة المجتمعات والرقي بها".. وطالب سموه بإيجاد نصوص مميزة وقيمة من خلال الجوائز التي تطلقها دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة لكي تساهم هذه النصوص في علاج النفوس والرقي بالمجتمعات وتنوير المجتمع.انطلقت اولى دورات مهرجان أيام الشارقة المسرحية في العام 1984 بمتابعة كريمة من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة، وتبنيه تكريم المسرحيين العرب من خلال جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي، التي تكمل عقدها الأول في هذه الدورة، وحظي بشرف نيلها هذا العام الفنان القطري المبدع غانم السليطي. الملل الذي انتاب المسرح العربي هو الهم الذي يحمله سمو الشيخ سلطان القاسمي، فتحية تقدير واحترام لحاكم الشارقة هذا الرجل عاشق المسرح والذي لدية الايمان الصادق بدوره في ايقاظ الامة من سباتها وانتشالها من الملل.. شكرا سلطان القاسمي، شكرا الشارقة، شكرا لكل المتفاعلين مع هذا الفكر الجميل. وسلامتكم