14 أكتوبر 2025
تسجيلشدني وأنا استمع الليلة الماضية الى اذاعة كردستان العراق خبر مثير عن انطلاق اعمال الملتقى العربي ـ الكردي للإعلام، بمشاركة عدد كبير من الإعلاميين والمثقفين العرب وصحفيين كرد، وبحضور وزير الثقافة والشباب في حكومة اقليم كردستان، وعدد من المسؤولين ونقابة الصحفيين، وذلك تزامنا مع فعاليات مهرجان أربيل الثامن للحرية، التي تتضامن مع تتويج اربيل عاصمة للسياحة العربية لعام 2014، حيث يهدف الملتقى الى مخاطبة الشارع العربي وإيصال رسالة كردستانية للسلام والأمان وإنماء الأواصر بين المثقفين والصحفيين والإعلاميين العرب والكرد..في خضم العلاقات الثنائية ذكر وزير الثقافة الكردي وانا أستمع الى كلمته امام الملتفى عبر اثير الاذاعة الكردية، أن الاكراد هم جزء من هذا الركن الكوني الشرق أوسطي، وقال: "علينا ان نبني علاقاتنا على التفاهم والحوار للوصول الى مشتركات واحترام العهود والمواثيق الدستورية" .. واكد في هذا الصدد "أن دور الصحافة والمثقفين لا يقل أهمية عن دور السياسيين في المساهمة في معالجات الملفات الموجودة".فكرة حوار عربي ـ كردي، ظهرت إلى العلن لأول مرّة عام 1992م من خلال المركز الثقافي الكردي في لندن، وكنا نحرص خلال دورات دراسية متعددة نحضرها في مدن بريطانية نائية زيارة المركز، وكان يعد من المراكز الثقافية النشطة؛ بغزارة برامجه وتنوع فعالياته، وكنا نحرص حضور ما تيسر من منتديات ثقافية يقيمها المركز في مقره بلندن، ونتعرف على اسماء عربية وكردية أثرت الحوار والتقارب العربي الكدري، ومع إعجابنا بالمعلومات التي نتعرف عليها لاول مرة، صدمنا بإغلاق المركز بسبب اندلاع القتال الكردي ـ الكردي الذي استمرّ نحو 4 سنوات (1994 — 1998) وتوقفت تلك الاشعاعات التي قاربت بين الاخوة العرب والكرد.. مسألة القضية الكردية ظهرت على السطح من جديد مع تطور الأحداث على الساحة الدولية، وبشكل مركز ما يحدث في عالمنا العربي من اضطرابات وثورات وخلط في الاوراق المنسية، ومنها وضع العراق الذي يعيش ازمة خانقة سواء في بغداد او ما يحيط بها من عواصم تاريخية كبرى؛ منها إقليم كردستان الذي أعاد الى الاذهان طرح المسألة الكردية على بساط البحث مجدداً على المستوى الدولي، ووفق الوثائق التاريخية فإن قضية الكرد كانت قد اختفت من الأروقة الدولية منذ الالتفاف على معاهدة (سيفر) الصادرة في عام 1920، التي اعترفت بجزء من حقوق الشعب الكردي.. وبعودة الى ملتقى الإعلام العربي ـ الكردي الذي تتواصل اعماله في اربيل، فإننا نعتبره من المحاولات الجادة للتقارب بين الشعبين الشقيقين، وله أهمية ودور خاص لتأسيس كيان ثقافي جديد للحوار والتواصل الإنساني بين الإعلاميين والصحفيين والمثقفين العرب، وأقرانهم من الطرف الكردي.. نؤكد أن عقد ملتقى اعلامي عربي ـ كردي في هذا الاقليم حدث مهم.. كما ان الحوار العربي ـ الكردي، له ارتباط وعلاقة بثقافة التواصل والتفاعل الإنساني المشترك.من قلب صادق يحدوني الأمل أن تتواصل اللقاءات بين الإعلاميين والمثقفين العرب والكرد، لتبديد المخاوف، وتعزيز وتوطيد العلاقة والتفاهم والمشترك الإنساني بين الجانبين. وسلامتكم