11 سبتمبر 2025
تسجيلذكرنا في المقالة السابقة أن التفتازاني مؤلف كتاب مدخل الى التصوف الاسلامي يخالف ابن تيمية في نظرته لكلام البسطامي وعقيدته التي تقول بالاتحاد. خالفه مرة اخرى في نظرته لكلام المتصوف الحسين بن محمد الحلاج الذي يقول بعقيدة الحلول، والحلول كما يعرفه دغش العجمي"نزول الذات الالهية في الذات البشرية ودخولها فيه ، فيكون المخلوق طرفا للخالق بزعمهم" ويعرفه التفتازاني(ص127) بقوله"فناء الارادة الانسانية تماما في الارادة الالهية بحيث يصبح كل فعل صادر عن الانسان، صادرا عن الله، فالانسان عنده كما لا يملك أصل فعله كذلك لا يملك فعله" يذكر التفتازاني بعضا مما قاله الحلاج في علاقته بالله(ص127) "أنا أهوى ومن اهوى أنا، نحن روحان حللنا بدنا، فإذا أبصرتني أبصرته واذا أبصرته أبصرتنا" ويقول في موضع آخر " أدنيتني منك حتى ظننت أنك اني، رغبت في الوجد حتى افنيتني بك عني." يوضح التفتازاني(ص 128،ص129) نظرته لكلام الحلاج وعقيدته فيقول "أغلب الظن أن الحلول عند الحلاج مجازي وليس حقيقيا...الحلاج يشعرنا صراحة بالفرق بين العبد والرب،فليس قوله بالحلول حقيقيا، انما يشعرنا صراحة بالفرق بين العبد والرب، فليس قوله بالحلول اذن حقيقيا، انما هو مجرد شعور نفسي يتم في حال الفناء في الله أو على حد تعبيره مجرد استهلاك الناسوت في اللاهوت" يقول الامام ابن تيمية عن هذا النوع من الحلول " الحلول الخاص: وهو قول النسطورية من النصارى ونحوهم ممن يقول ان اللاهوت حل في الناسوت... وهؤلاء خففوا كفر النصارى، بسبب مخالطتهم للمسلمين... وهذا قول من وافق هؤلاء النصارى من غالية هذه الأمة كغالية النساك الذين يقولون بالحلول في الأولياء أو في بعضهم كالحلاج." يتفق عبد الرحيم السلمي( www.islamweb.net)مع ابن تيمية فيقول" قسم الصوفية الناس الى عامة وخاصة، وزعموا أنهم يدركون أشياء لا يدركها العوام، ودعوا الى وحدة الأديان والقول بالحلول والاتحاد، وغير ذلك من العقائد الضالة المنحرفة" الأمر من ذلك وجود اساتذة يمدحون غلاة الصوفية كما تقول طالبة:" المدح لمشايخ المتصوفة كسلطان العاشقين عمر الفارض وأبو منصور الحلاج" وتقول طالبة أخرى"النصيب الأكبر في المدح والثناء للمتصوفة الأشعريين" تقول صاحبة مدونة" مذكرات امرأة قطرية" mothakrat.wordpress.c omانه قبل عدة سنوات تم فصل مجموعة من خيرة الأساتذة في كلية الشريعة وعددهم خمسة واستبدالهم بآخرين من ذوي التوجه الصوفي وعددهم أربعة وغادر احدهم وبقي ثلاثة ودللت على توجههم بأوراق عملهم التي قدموها في احد مؤتمرات التصوف وبرنامج المؤتمر وكتبهم التي ألفوها وشهادة بعض الطالبات. انني اضم صوتي لصوت صاحبة المدونة والطالبات واوصي بما يلي: 1. التحقق من التوجه الصوفي لبعض الأساتذة بطرق مختلفة ونوعية هذا التوجه ومدى بعده عن عقيدة اهل السنة والجماعة. 2. توظيف اساتذة يدينون بعقيدة أهل السنة والجماعة. 3. الغاء مقرر التصوف واستبداله بمقرر عقيدة اهل السنة والجماعة للأئمة المشهورين كمحمد بن عبد الوهاب وابن تيمية. 4. اخذ رأي الطلبة في المقررات التي تطرح والاساتذة الذين يدرسونها من اجل تطوير الخطة الدراسية. 5. تغيير الكتاب الحالي المقرر في التصوف بآخر يعكس عقيدة أهل السنة والجماعة.