12 سبتمبر 2025

تسجيل

رياح الصوفية تهب على كلية الشريعة

18 مارس 2013

هذا ما قالته طالبات جامعة قطر عن مقرر التصوف الإسلامي "عندما يتخرج الطالب من كلية الشريعة ولم يدرس الأسس السلفية، بل التصوف والأشعرية، ما تظن أن ينقل للأجيال" "لماذا يضطر طالب كلية الشريعة لدراسة العقيدة السليمة خارج أسوار الجامعة؟ " "أنا بعد سنة، حولت إلى الفقه" بدأ تدريس هذا المقرر عام 2010، عندما كانت الدكتورة عائشة المناعي عميدة لكلية الشريعة، وهي إحدى المسؤولات عن برنامج الكلية. الكتاب الذي يدرس هو "مدخل إلى التصوف الإسلامي للدكتور أبو الوفا التفتازاني". اعتقد أن ردة فعل الطالبات في محلها فقد قرأت الفصل الرابع من الكتاب، وهو عن التصوف في القرنين الثالث والرابع الهجريين، حيث يتحدث المؤلف عن التصوف والصوفية في هذين العصرين، فميّز بين نوعين من المتصوفة، وهما المعتدلون الذين يربطون تصوفهم بالكتاب والسنة، والمتصوفون أصحاب الشطحات الذين لديهم اعتقادات تتعلق بعلاقة الإنسان بالله مثل الفناء والاتحاد والحلول. يذكر المؤلف أمثلة على الصنف الثاني من المتصوفة الذين منهم أبو يزيد البسطامي الذي يعتقد بالفناء والاتحاد. يعرف الإمام ابن تيمية الفناء حسب ما ذهب إليه المتصوفة إلى ثلاثة أقسام: "الأول: فناء القلب عن إرادة سوى الرب والتوكل عليه وعبادته، وما يتبع ذلك، فهذا صحيح. الثاني: فناء القلب عن شهود ما سوى الرب، أي فناء عن العلم بالغير والنظر إليه، وهذا الفناء فيه نقص. الثالث: فناء عن وجود السوي، بمعنى أنه يرى أن الله هو الوجود، وأنه لا وجود لسواه، لا به ولا بغيره.، وهذا القول والحال للاتحادية الزنادقة من المتأخرين.." ويعرف التفتازاني (ص 110) الفناء بأنه فناء الإنسان عن إرادته وبقاؤه بإرادة الله والفناء عن رؤية الأغيار وعن شهود الخلق. يقسم التفتازاني (ص112) الصوفية من ناحيةالفناء إلى نوعين: "بعضهم يعود منه إلى البقاء، فيثبت الأثنينية بين الله والعالم وهذا الأكمل بمقياس الشريعة، وبعضهم الآخر ينطلق منه إلى القول بالاتحاد أو الحلول أو وحدة الوجود التي لا تفرق بين الإنسان والله، وبين العالم والله" والاتحاد كما يعرفة دغش العجمي: "اختلاط وامتزاج الخالق بالمخلوق، فيكونا بعد الاتحاد ذاتا واحدة" هذا بزعم الصوفية الغلاة. يذكر التفتازاني مثالا على الصنف الثاني، الذين يؤمنون بالاتحاد وهو أبو يزيد البسطامي. مما قاله البسطامي كما يذكر المؤلف: "خرجت من الحق إلى الحق حتى صاح مني في: يا من أنت أنا، فقد تحققت بمقام الفناء" ويقول في موضع آخر عن نفسه: "إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني" يختلف التفتازاني (ص 120) في نظرته لما صدر عن البسطامي وأمثاله عن نظرة ابن تيمية فيقول: "على أنه يجب أن يوضع في الاعتبار أن مثل هذه العبارات قد نطق بها صاحبها في حالة نفسية غير عادية، نتيجة معاناة من نوع خاص" ويقول في موضع آخر: "المسألة في رأينا لا تعدو مجرد شعور نفسي من البسطامي بالاتحاد، فهو لا يقصد حقيقة الاتحاد لمخالفته للعقيدة الإسلامية" إذن ابن تيمية يرى أن ما يصدر عن الاتحاديين من أقوال مثل قول البسطامي، زندقة والبسطامي منهم، بينما التفتازاني يرى غير ذلك، لأن ما صدر عن البسطامي نتيجة معاناة من نوع خاص في حالة نفسية غير عادية. أرى أن قول ابن تيمية هو الصواب فعقيدة البسطامي مخالفة للكتاب والسنة. للحديث بقية إن شاء الله.