12 سبتمبر 2025
تسجيليا قادة الدول التي لولا الهوى = وخضوعها لعدوها لم تهزم القمة الكبرى، صفاء قلوبكم = لله نصْرُ الخائف المتظلم القمة الكبرى، خلاص نفوسكم = من قبضة الدنيا وأسر الدرهم القمة الكبرى، انتشال شعوبكم = من فقرها من جهلها المستحكم القمة الكبرى، جهادٌ صادق = وبناء صرح إخائنا المتهدم أما مطاردة السراب فإنها = وهم يجرعنا كؤوس العلقم مدوا إلى الرحمن أيديكم فما = خابت يد تمتد نحو المنعم [1] الجامعة العربية منذ إنشائها عام 1945م وهى تحظى بشخصية قانونية دولية مستقلة. ولها حقّ إبرام المعاهدات الدولية، والتمثيل الدبلوماسي الخارجي. وأهم تطور حدث في تاريخ الجامعة هو تنظيم مؤتمرات قمّة عربية بشكل دوري منذ عام 1964م إلا أنه لا توجد أمانة عامة لمثل تلك المؤتمرات، تتابع عن كثب تفعيل ما يصدر عنها من قرارات وتوصيات فباتت هذه التوصيات تنام فوق رفوفها = نوم الفقير أمام باب الأشأم، ما بين مؤتمر ومؤتمر نرى = شبحاً يعبر عن خيال مبهم وقد قال تعالى :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ*كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ"[2] ومع قناعات الكثيرين بأن مؤتمرات القمة العربية كما هي العادة لا تقدم ولا تؤخر في حال الأمة لكثرة الخلافات القُطْرية والتناقضات السياسية؛ إلا أننا متفائلون ونتوقع من هذه القمة التي جاءت بعد ثورات الربيع العربي لذا نأمل أن يتم فيها المصالحة والمصارحة وعلاج المشكلات المزمنة والإجماع على الأمور الهامة التي تثبت للجميع أن أمتنا بإمكانها استعادة وعيها، وحتى تثبت للعالم أجمع أنها قادرة على التغلب على جراحاتها، المطلوب من القمة أن ترتقي إلى مستوى التحديات، وأن تسخر الإمكانات المتاحة وما أكثرها من أجل تحرير فلسطين، القضية الفلسطينية التي كانت ولا زالت قضية عربية إسلامية، ودعم المقاومة الفلسطينية إعلامياً، ومالياً، ولوجستياً، وعسكرياً، ومعنوياً، وتوفير الغطاء الدبلوماسي المطلوب للمقاومة، وعليها أن تخلق حالة من التكامل - على كل الصُّعُد فيما بينها - الاقتصادي والسياسي والعسكري والتربوي والأمني والإعلامي والقانوني والثقافي، فلسنا أقل شأنا من دول الاتحاد الأوربي قال تعالى "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ"[3]، ومما هو جدير بالذكر أن ثمة قرارات وتوصيات - الجامعة - القديمة الجديدة، وهي قرارات الوقت وتوصيات كل ساعة ومنها ما تمخضت عنه. *قمة الرباط 1974م والتى شاركت فيه جميع الدول العربية ومن بينها الصومال التي تشارك لأول مرة في مؤتمر قمة عربي ومن قراراته: - التحرير الكامل لجميع الأراضي العربية المحتلة في عدوان يونيو 1967م، وتحرير مدينة القدس، وعدم التنازل عن ذلك. - تعزيز القوى الذاتية للدول العربية: عسكريا، واقتصاديا، وسياسيا. وتجنب المعارك والخلافات الهامشية. *ومنها مؤتمر القمة العربي العادي الثامن عشر في الخرطوم2006 م والذي أكد مجدداً مركزية قضية فلسطين، كما دعا المؤتمر إيران إلى الانسحاب من الجزر العربية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وإعادتها إلي سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة. واليوم لا تقف إيران عند هذا الحد بل تجاوزته إلى مشاركة النظام السورى في قتله لشعبه، وتدخلاتها السافرة في دول الجوار في كل من العراق والبحرين واليمن فمتى يتخذ القادة العرب موقفا موحدا ضد هذا التوغل الإيراني في الدم العربي والشأن العربي ؟؟ يا قادة الدول التي لم تتخذ = لغة موحدة أمام المجرم *ومنها القمة العربية العشرين في دمشق2008 في سوريا والتى شارك فيها أحد عشر زعيما عربيا وغاب عنها تسعة وأعلن فيها البيان الختامي والذي سمي بـ"إعلان دمشق". وقد أكد هذا البيان على الانسحاب الإسرائيلي من الجولان وما تبقى من الأراضي اللبنانية المحتلة، كما نص على مواصلة تقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني في وجه إسرائيل وتأمين حقه في تقرير المصير والتأكيد على وحدة الصف الفلسطيني. ولكن "إعلان دمشق" اليوم يصرخ فينا أين أنتم ؟؟ كيف خذلتم دمشق، كيف تركتموها نهبا، للأوغاد، كيف خليتموها مسرحا للدب الأحمر، ينهش بأنياب النظام لحوم أهلها بغير جريرة إلا طلب الحرية والكرامة، كيف تركتموها يعربد فيها الفرس، ويهتك الروافض عرض الحرائر، وتُكسر عظام الأطفال، (أمثال حمزة الخطيب وغيره ) كم ينتظر العرب ممثلين في قادتهم وقمتهم أن يُقتل من أبناء الشام، حتى يقفوا وقفة رجل واحد في وجه هذا المجرم، أما يكفى ثمانون ألفا من الشهداء، وأضعاف هذا العدد أرامل، وثكلى، وأضعافهم يتامي ومصابون وكم، وكم مشردون، ولاجئون وكم . وكم وكم ؟؟!! ماذا ينتظر القادة العرب. أين هم من الحديث الصحيح " عَنْ أَنَسٍ – رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا" فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟ قَالَ: "تَكُفُّهُ عَنِ الظُّلْمِ". *ومنها: إعلان الدوحة المنبثق من القمة العربية المنعقد في 3 - 4 - 1430هـ (30 - 3 - 2009)، وكان من ضمن قراراته القرار الآتي ورفع الحصار الجائر عن قطاع غزة وفتح المعابر كافة، والتأكيد على تحميل إسرائيل المسؤولية القانونية والمادية عما ارتكبته من جرائم حرب وانتهاكات للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ومطالبتنا المجتمع الدولي بملاحقة المسؤولين عن تلك الجرائم وإحالتهم إلى المحاكم الدولية.وثمة بيانٌ صادرٌ عن البرلمان العربي، في اجتماع دورته العادية لعام 2009، المنعقد في سورية، بين 21 و23 - 3 - 2009، ومما جاء في قراراته دعوة المجتمع الدولي إلى الإسراع في تقديم العون الإنساني العاجل للشعب العربي الفلسطيني في غزة، بما في ذلك سرعة إعادة إعمار غزة». فأين ذلك على أرض الواقع ؟؟؟!! فماذا ينتظر العالم الإسلامي والعربي حتى يرفع الحصار عن غزة؟ وهو مطلبٌ ديني ضروري، ومطلبٌ سياسي مُقَرّ، ومطلبٌ إنسانيٌّ سابَقَنا فيه أحرارُ العالم من غير المسلمين.هذه بعض مطالبنا وطموحاتنا من قادة أمتنا في مؤتمرهم بالدوحة. هوامش: [1] الدكتور /عبدالرحمن العشماوي حول القمه العربية [2] الصف : 2+3 [3] آل عمران : 103