15 سبتمبر 2025

تسجيل

الهلال الأحمر - الدفاع المدني .. أفسحوا المجال لهؤلاء الرجال

20 مارس 2012

حينما فكر سائقو سيارات الإسعاف في الانخراط في هذه المهنة الإنسانية النبيلة وهم يدركون أن هذه المهنة محفوفة بالمخاطر، والحديث عن هؤلاء الرجال الشرفاء ومهنتهم يتخذ طابعاً إنسانياً بالدرجة الأولى كون هذه المهنة ومهامها مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالحوادث المرورية والحرائق وحالات الغرق والحالات الطبيعية التي تتم بمعزل عن هذه الأسباب، كتفاقم الأمراض أعاذنا الله وإياكم من شرورها. والتعاون في هذا المجال من قبل المواطنين لتيسير عمل هؤلاء مطلب ملح بل وأمرنا ديننا الحنيف بذلك، لأن مساهمتك في بلوغ هؤلاء مقاصدهم بيسر وسهولة من باب التعاون على البر وربما تكون بإذن الله سبباً في إنقاذ نفس من الموت إذ إن الوقت عامل رئيسي ومهم للغاية في هذه المجالات ومن ضمنها أيضاً تسهيل مرور سيارات الدفاع المدني والمرور، وهذا في الواقع يتطلب جهداً جماعياً مؤداه مصلحة الإنسان والحفاظ على حياته، وندائي إلى إخواني السائقين بأن يفسحوا المجال لهؤلاء الرجال فأقول لأخي السائق عندما تسمع صوت الإسعاف فعليك بأن تبادر إلى إتاحة مرورهم بيسر وسهولة، وعلى صعيد ذي صلة فإن تكثيف المعرفة بخصوص الإسعافات الأولية من الأهمية بمكان، ومن المعلوم ما للإسعافات الأولية، من أثر في تخفيف الألم على المصاب، والمساهمة كذلك في عدم تفاقم الجروح، وكيفية إعطاء التنفس الصناعي في حالة الاختناق، وكذلك العمل على تطهير الجروح وتعقيمها بسرعة، ما يساهم بلا ريب في عدم تعرضها للجراثيم المؤذية والتي تجد ملاذا آمناً فيها، وقد تصعب محاربتها عندما تتوغل داخل الجسم، بينما إمكانية عدم دخولها قد تكون متاحة متى ما روعي هذا الجانب. والحروق أيضاً والكريمات التي يجب استعمالها بهذا الصدد. وتجدر الإشارة إلى نقطة من الأهمية بمكان ألا وهي إعطاء التعليمات والإرشادات السليمة في حالة وقوع الحوادث لا قدر الله، إذ تجد البعض -جزاهم الله خيراً ومن منطلق التعاون والتكاتف والشعور الإنساني النبيل- يساهمون في إنقاذ المصاب وهو في داخل السيارة، وتفكيرهم منصبّ في هذه الحالة في إخراج المصاب من السيارة، ربما خوفا من الاحتراق من جراء احتكاك الحديد بعضه ببعض وتسرب البنزين، وقد تكون عملية إخراج المصاب من السيارة بطريقة غير صحيحة سبباً -لا قدر الله- في حصول الإعاقة خصوصا إذا كانت الإصابة بالعمود الفقري لذا فإن للإرشادات بهذا الخصوص دوراً مهماً في الوقاية والحماية كذلك الطريقة المثلى لإيقاف النزيف ريثما يصل المسعفون لعدم فقدان كمية كبيرة من الدم ما يؤثر على أداء الخلايا نتيجة لهذا النقص. طريقة التعامل مع لدغات العقارب والثعابين بحيث يتم ربط الجزء الأعلى لمنع تسرب السم عبر الشرايين إلى موقع القلب حيث موقع الخطر. كيفية التعامل مع هذه الإصابات وفقاً للإرشادات الطبية. ولعلي هنا أسوق اقتراحاً إلى إدارة المرور في إعطاء درس في الإسعافات الأولية وكيفية التعامل الصحيح مع الحالات آنفة الذكر من قبل أخصائيين في هذا المجال، عند استخراج رخصة القيادة بمعنى أن تكون من ضمن الأساسيات في تعلم القيادة والحث أيضاً من خلال النشرات التوعوية على ضرورة حمل حقيبة إسعافات أولية صغيرة في السيارة. ولما كانت الإسعافات الأولية تشكل عاملاً مساعدا في التخفيف من تفاقم الإصابات والاستفادة من الوقت في هذا الجانب، فإن إعطاء الدروس في الإسعافات الأولية والدورات يمكن أن توُجه للمشرفين والمشرفات في المدارس وبالتالي فإن المشرف أو المدرس سينقل ما تعَلمه إلى الطلبة بيسر وسهولة وهكذا نرتقي بالمستوى المعرفي العام إلى الحد الذي يتيح تحقيق الهدف النبيل من هذا الأمر، في حين أن إنشاء قناة فضائية تعني بالحماية والوقاية وتحت مظلة مجلس التعاون الخليجي المبارك ستحقق مردودا إيجابيا على كافة الأصعدة وستضيف الكثير بهذا الصدد فضلا عن توافر الجانب التقني والكادر الإداري لرجال الدفاع المدني ورجال الهلال الأحمر والساهرين على حماية الوطن والمواطنين وهم على مستوى كبير يؤهلهم لبلورة جهودهم ونشاطاتهم في قناة فضائية تعرِّف الناس بمجهوداتهم ويطرحون ما لديهم من إمكانات فنية ورؤى مستقبلية وطرح الإرشادات التوعوية المختلفة على غرار برنامج سلامتك سلامتك، حفظ الله الجميع من كل سوء ومكروه وأن يغنينا عن الإسعافات صغيرها وكبيرها، إنه ولي ذلك والقادر عليه.