30 أكتوبر 2025
تسجيلكبار السن، أمهاتنا وآباؤنا هم بركة البيت، والدفء الذي نجده عندهم عندما نجالسهم، قد لا نشعر به مع غيرهم، فهؤلاء من تعبوا وأرهقوا وأنفقوا الغالي والنفيس من أجلنا وقضوا أوقاتا صعبة وهم يقدمون لنا الرعاية والعناية والحماية والحنان، فما أجمل ذلك البيت الذي يحتضن هؤلاء، سواء كان أباً أو أماً أو جدة أو جداً أطال الله في أعمارهم ليكونوا لنا خير جليس وناصح! غداً يحتفل العالم بما يسمى بيوم الأم، وقد كان من العادة منذ كنا في المدرسة نحتفل بهذا اليوم ومازلنا نتذكر تلك الاحتفالات التي كانت تقام في المدارس، وتحرص المدرسة على أن تكرم الأم المثالية، وأن تقوم الطالبات بتقديم هدايا الأمهات من قبل الطالبات ويتم اختيار الأم المثالية، ومازالت الأناشيد التي كنا ننشدها تتردد في ذاكرتي ونحن في مدرسة أسماء بنت أبوبكر الابتدائية، حيث أقيم احتفال بهذه المناسبة! ورغم أن الكثير قد يرفض هذا الاحتفال، ويعتبر هذا اقتباساً من الغرب وتقليداً أعمى لكل ما يأتي منه، وقد أنكر علماء الدين كون البعض قد يطلق عليه عيداً، وليس للمسلمين إلا عيدا الفطر والأضحى المباركان ولكن البعض من الناس يجب أن يهدي والدته ووالده أحيانا هدية مميزة في هذا اليوم ليس تقليدا ولا اتباعاً لما يقوم به الغير، ولكن عادة وإن كانت مرفوضة، فالأم والأب لابد أن يلاقيا التقدير والاحترام وتقديم كل ما هو جميل وثمين لهما في كل وقت وحين، وأن الرعاية والاهتمام من قبل الأبناء لهذين الوالدين هما أقصى ما يتمنيانه في هذه الحياة. إن هذا اليوم وجد في الغرب كفرصة لتذكر الأم أو الأب كون الأبناء يخرجون من حياة الأسرة مبكراً وقد تفرقهم الأوقات والأماكن ولا يرون بعضهم بعضاً إلا نادراً، فكان هذا اليوم الذي يحن الأبناء إلى حضن الأم وحنان الأب، ويضطرون إلى السفر إلى مدن أخرى للالتقاء بهم. والحمد لله على نعمة الإسلام التي جعلت من الوالدين أهم شخصين في حياة كل مسلم، وأوصانا بهما القرآن الكريم، وجعل الله عز وجل مقامهما بعد عبادته سبحانه فقال (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) صدق الله العظيم. نعم، هو الإحسان إلى الوالدين والاستماع إلى نصائحهما الثمينة في غير غضب الله تعالى، ورعايتهما في الكبر، وعدم التأفف من خدمتهما وطلباتهما والحرص على زيارتهما بشكل مستمر وتقديم ما يحتاجان إليه، وتقبل كل ما يأتي منهما، خاصة من بلغ سنا كبيرة قد تجعله يبدو في كل ما يطلبه طفلاً. من حق الوالدين أن نجعل كل أيامهما سعادة واحتفالا، يجب ألا يغيبا عن أذهاننا وأن نرى فيهما أنفسنا بعد سنوات، ونحن نأمل من أبنائنا الرعاية والاهتمام. ونقول لكل من أهمل والديه، وجعل مستشفى العجزة ودار المسنين مأوى لهما في الكبر وعجز عن رعايتهما، وتركهما تحت رحمة الغير وعلى لسانهما ذكره وذكر أبنائه الآخرين، أرجع إلى والديك، واحتضنهما واجعل أيامهما عامرة بالحب والاهتمام والرعاية، والبهجة وأسعد قلبهما برؤية أحفادهما حولهما والذين كانا يأملانهم منذ أن كنت طفلا صغيرا، ولا تجعل من نفسك عاقاً وعاصياً لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. وضع الله عز وجل أمامك وأنت تفكر ولو لحظة أن تضع أحدهما في دار المسنين، فما أقسى قلبك عندها!! وأطلب لهما الرحمة والمغفرة إذا انتقلا إلى دار الحق وصلّ أرحامهما وأصدقاءهما، وحاول البر بهما بعد الموت، والتصدق لهما وطلب حسن الخاتمة، اللهم ارحم والدينا واجعل مثواهما الجنة، وأطل في عمر من بقي منهما حياً، واعطه الصحة والعافية ليكون فرحة للبيت والأحفاد.