28 أكتوبر 2025
تسجيلآخر الأخبار التي وردت حتى الآن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف وقائد العدوان الفاشي والنازي على قطاع غزة منذ ما يزيد على 135 يوما قد قبل اقتراح وزير الأمن الإسرائيلي الذي ينافس نتنياهو تطرفا ووحشية إيتمار بن غفير الذي يُعرف بأنه الأشد كراهية للفلسطينيين والأكثر رغبة في تهجيرهم أو القضاء عليهم وإبادتهم الداعي إلى منع الفلسطينيين من الصلاة والتعبد في المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك رغم تحذير اللجنة الأمنية والشاباك من ذلك وإن منع الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الأقصى يمكن أن يزيد الوضع سوءا ويمكن أن ينفجر إذا ما قامت الحكومة الإسرائيلية باتخاذ هذه الخطوة. أنا هنا لست في وضع يحلل سياسة العدو الإسرائيلي المعروف بكرهه للفلسطينيين ومن يشد على أيديهم وكاره للشعوب العربية والإسلامية المتضامنة قلبا وقالبا مع أهل غزة وفلسطين عموما، فسياسته مبنية على هذا الكره الواضح ونظرية المؤامرة الحقيقية التي يؤمن بها وهي في محلها تماما، لذا فالأمر لا يحتاج إلى تنشيط خلايا الذكاء الموجودة في أدمغتنا لنفسر لم تفعل إسرائيل كل هذا، لكن – ويستوقفني حرف الاستدراك هذا دائما – أنا شخصيا بحاجة لاعتصار كل الحواس والدماغ والتفسيرات والتحليلات المحتملة والأسباب الممكنة التي تجعل من العرب والمسلمين ممن يؤمنون بالحق الفلسطيني في إقامة دولتهم المستقلة وحقوقهم المدنية التي يجب أن تكون لهم حالهم في هذا حال كل شعوب العالم ويؤمنون أكبر بأن ما يجري في غزة هو إبادة جماعية بكل المقاييس وأن المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى والقيمة الدينية الكبيرة التي تمثلها أرض فلسطين باعتبارها أرضا مقدسة كما وصفها كثير من الدعاة وعلماء وشيوخ الدين ومع هذا لا يتحدثون ولا يعبرون ولا يفعلون شيئا، أي شيء ! فهنا لا يمكنني التسليم بكل هذا ولا جمع هذين النقيضين في رأسي وتقليبهما كيفما كان، ثم تقديم تبرير واحد محتمل لتفسير هذا الانفصام العربي الموجود، ومع هذا أقول وأبرر لنفسي إن كانت كل هذه الدماء التي سالت ولا تزال تسيل من أجساد أطفال وشعب غزة وكل تلك المشاهد المهولة التي رأينا ونراها وعلقت في ذاكرتنا للأبد لم تحرك فيهم شيئا، فهل قرار منع الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الأقصى يمكن أن يفعل بهم شيئا ؟! فماذا يعني أن تمنع تل أبيب الفلسطينيين من الصلاة في شهر رمضان في المسجد الأقصى ؟! فقد سكتوا في قتل الأجساد الصغيرة البريئة بصور وحشية لم يفعلها البرابرة في تاريخهم فهل سيتكلمون لهذا ؟! يا فتاة اعقليها ولا يسرح عقلك للبعيد !. نحن لسنا في آلية سن هذا القرار، فإسرائيل لطالما منعت الفلسطينيين حتى من الاقتراب لباحات المسجد المبارك وحدثت اشتباكات وصدامات وقُتل العديد منهم على حواجز الشرطة الإسرائيلية لكن إلى متى يا عرب هذه الفُرقة المؤلمة التي لم تستطع أكثر من 20 دولة عربية أن تحدد موقفا واحدا في الاعتراف بدولة فلسطين كما فعلت دول أوروبية ودول من أمريكا الجنوبية التي هددت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية واعتبر الاحتلال الإسرائيلي أن هذا الاعتراف الأحادي لا يمكن أن تقبله تل أبيب ولا تعترف به بتاتا لكنه حتما يزعجها ؟! إلى متى سوف نظل مجرد جوقة من نؤدي دورا هامشيا ومملا على إيقاع سريع من الأحداث المتتالية والقاسية كما يحدث الآن في غزة ويحدث في سوريا منذ أكثر من عشر سنوات وفي اليمن وليبيا والآن السودان ونحن لا أرى لا أسمع ولا أتكلم ؟! هل هذه هي المكانة التي تليق بأمة محمد عليه الصلاة والسلام أو أننا كغثاء السيل تداعت علينا الأمم وقد نزع الله من صدور أعدائنا المهابة منا وقذف في قلوبنا الوهن والذل والخضوع ؟! ماذا تنتظرون بعد كل هذا وأكثر، فإسرائيل لن تكتفي بفلسطين وحدها ومن أمن جانبها فإنما يأمن لقاتله، فهل تنتظرون هذا اليوم ؟! حسبنا الله وكفى !.