15 سبتمبر 2025

تسجيل

القلـيــل مــن الـوفـــاء لا يضــر يــا هـــؤلاء !

20 فبراير 2022

دعوني أبدأ من النقطة التي ينتهي بها الحديث بين نخبة مغردي قطر عبر منصة التواصل الاجتماعي (تويتر)، واسأل: هل فعلا يمكننا أن نتعايش مع فيروس كورونا ونعتبره مثل أي نزلة باردة عارضة أو أنفلونزا موسمية يمكن أن أصاب بها وتنتقل إلى غيري وتمر بنا جميعا دون أي مضاعفات سيئة ونتعافى ونعود إلى حياتنا الطبيعة وتكون مجرد ذكرى تمر ولا تضر؟! وإن كان الحل هو أن نجعلها مجرد عدوى موسمية ترتفع مؤشراتها حينا وتنخفض حينا آخر، فكيف نفسر معدل الوفيات المتصاعد لدينا خصوصا مع زيادة العدوى بالمتحور (أوميكرون) الذي تبدو أعراضه بسيطة لكنه تسبب في المقابل بارتفاع معدل الوفيات لدينا بغض النظر إن كان أصحاب هذه الوفيات قد تلقوا اللقاح بجرعتيه الاثنتين أو مع الجرعة التنشيطية والتي اعتُبرت في قطر وفي العالم عموما مقياسا عاليا للوقاية ضد الإصابة أو الشعور بعوارض قوية للإصابة أم لم يتلقوا اللقاح من الأساس؟! لذا أريد في البداية أن يوضح لي أحد ماذا يقصد بالعودة للحياة الطبيعية والتعايش مع الفيروس مثل أي أنفلونزا عادية موسمية؟! فإن كان يقصد أن نرمي الكمامات ونلغي التباعد ونهمل الإجراءات الاحترازية التي تصر وزارة الصحة عبر توصياتها لمجلس الوزراء بالتقيد بها في قرارات المجلس التي تصدر كل يوم أربعاء فهذا بالطبع لا يمكن لأنهم إن كانوا يثقون بصحتهم وقدرتهم على التعاطي مع عواقب الإصابة وآثارها وتجاوزها بسلامة فهم لا يمكن أن يلتمسوا قدرة الذين حولهم ومن يتعايشون ويعيشون معهم على تجاوز عوارض الإصابة إذا ما انتقلت لهم وأصابتهم ولم يستطيعوا النجاة منهم وغدرت بهم مناعتهم فباتوا طريحي الفراش يتنفسون على أجهزة العناية المركزة، وإن لطف الله بهم تعدوها وكُتبت لهم حياة جديدة أو كانت هي الساعة التي فيها لله ما أعطى ولله ما أخذ فكانت ساعة وفاتهم ولا حول لهم في هذا ولا قوة، ولذا ليس علينا أن نبالغ في الدعوات للحياة الطبيعية التي أجهل حتى هذه اللحظة ماذا يعني بها هؤلاء إن كان قد بات لنا كل شيء مسموحا فعله وعمله دون حجر ولا حجز ولا بقاء في البيت أو تقنين السفر والسهر، وما بات قائما هو الالتزام بالكمامات وتحميل تطبيق احتراز الذي يفسر وضعك الصحي قبل دخول أي مكان، وهو إجراء وقائي لا أعتقد أنه يمثل هما أو ثقلا ولا عملا إضافيا لكل من يحمله على هاتفه الجوال ومن حق الدولة التي استنزفت أموالا طائلة وجهودا وإمكانيات واجهزة وكوادر طبية حُرمت من إجازاتها الدورية والسنوية لأجلنا واستدعيت طواقم طبية من أماكن إجازاتها لسد نواقص المراكز والمؤسسات الصحية لأجل تطويق دائرة انتشار الفيروس الذي قتل حتى الآن ما يقارب 5,000,000 مليون شخص على الكرة الأرضية ونأتي نحن لنغرد بكل بساطة "أعيدونا إلى حياتنا الطبيعية"، وكأن ما يقارب الـ 700 وفاة التي حدثت لدينا كانوا مجرد عبء في أرقام السكان ولم يكن العزاء في 700 بيت لدينا توفي لهم أحباب وإخوان وآباء وأمهات وأقارب كافيا لنشعر بأن هذا الفيروس لم يكن ولن يكون مجرد أنفلونزا موسمية بل هو داء لم يُكتشف له دواء يمكن أن يمنع تفشيه أو الحد من انتشاره وإن كانت اللقاحات معززة للمناعة وليس مانعة له. وقصة الحياة الطبيعية فهي تحمل وجوها كثيرة لتفسيرها، لأننا اليوم بالفعل نعيش حياة طبيعية جدا وإن كنت لا أرى من الكمامات عائقا لهذه الحياة لأن أكثرنا أساسا لا يلتزم بها لا في عرس ولا عزاء ولا عمل ويستهين بها كثيرا وتذكروا أنه إذا حالفكم الحظ في المرور من اختبار الإصابة فإن أقرب الناس لديكم قد يتعثر في تجاوزها، وعليه فإنني أعتبر دعواتكم هذه أنانية منكم وعدم حفظ الجميل لهذه الدولة التي لم تقم حظرا للتجول، ولم تمنع الخروج من المنازل حسب أوقات مقننة، كما فعلت كل دول الخليج والدول العربية والعالمية، بل وضعت سياسة وسارت عليها والالتزام هو جزء كبير من شكرها على كل مجهوداتها التي لا تزال تقدمها لنا وبالتالي القليل من الوفاء لا يضر يا هؤلاء!. @[email protected] ebtesam777