14 سبتمبر 2025
تسجيلقبل ظهور وسائل الاتصال الاجتماعي (الشويشيال ميديا) كما ينطقها الجميع، ونسوا أو تناسوا اسمها باللغة العربية، كانت كل أسرة تعيش حياتها كما تريدها بإمكانياتها وضمن حدود قدراتها المادية ولا تتطلع لما في أيدي الغير وتقنع بما لديها، بل تعمل على موازنة مواردها بما يتناسب مع احتياجاتها، والجميع في راحة تسير حياته على أكمل وجه لا يجد زوجة تطالبه بأثاث جديد أو شنطة ماركة معينة أو لعبة لطفلها تكلفه الكثير، ولا يجد ابنه الشاب يطلب منه شراء سيارة جديدة له كما يفعل ذلك المسعور الذي يغير سيارته كل عام، ولا يجد ابنته الصغيرة تناشده وهي تبكي حتى يشتري لها ذاك الفستان الذي رأته على زميلتها في حفلة المدرسة من الماركة المعروفة!. الكل كان مرتاحا ولا يطمح إلا لتحسين حالته الاجتماعية من أجل مستقبل أطفاله وشراء بيت العمر وتأثيثه كما يقدر عليه ولا يكلف نفسه فوق طاقته. ولكن بظهور هذه الوسائل الحديثة وانتشارها بشكل غير مصدق وبالتالي ظهور أشخاص لا يملكون أي ثقافة ولا علم، مهمتهم الأساسية الترويج لسلع وأماكن ومحلات لبيع أشياء جميلة تغري من يشاهدها ويتمنى وجودها عنده، وبالتالي يحصل ذلك الشخص على المال على تلك الإعلانات التي للأسف قللت كثيرا الإعلانات المكتوبة والمرئية، وأكسدت شركات الدعاية والإعلان. لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تركز على اغراء المشاهد لها بما يعرضه المشهور على تلك الوسائل أو المشهورة التي ترتدي أغلى الملابس والأحذية أعزكم الله، وتتنقل من مطعم إلى آخر لتذوق أشهى الأطعمة والمشروبات وتسافر إلى مختلف أنحاء العالم بدون أن تنفق ولو درهما، وللأسف قد يغفل البعض عن هذه النقطة ويعتقد أنها تنفقها من حسابها الخاص، وبالتالي يطمح المشاهد أن يكون في مكانها ويحصل على ما لديها وعندما تعيقه امكانياته المادية المحدودة، يلجأ إلى البنوك التي تستقبله بالأحضان وقد توصله للسجون وهو لا يدرك مخاطر ما يقدم عليه من قروض على أمور مادية قد تنتهي بمجرد ارتدائها واستخدامها، وللأسف الجميع أصبح يطمح أن يكون مثل هؤلاء المشاهير ففتح هاتفه وقنواته من أجل الربح وتحقيق الثروة السريعة وهو لا يدري مخاطر ذلك. إن الامر يحتاج إلى قوة إرادة وقناعة بما لدينا، وعدم التطلع لما في أيدي الغير، والتفكير الصحيح بالعيش حسب قدراتنا المالية التي تحقق لنا مطالبنا الأساسية التي تشعرنا بإنسانيتنا حتى لا نسير مع القطيع الذي يرعاه هؤلاء المشاهير، ونحاول أن نخرج منه ونختار طريقا بعيدا عن الرعاة الذي قد يسيرون بنا إلى مناطق محفوفة بالمخاطر ونقع في المحظور ونحن لا ندري!.