14 سبتمبر 2025
تسجيلحينما قرأت خبر القرار الأممي الصادر بافتتاح مكتب للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في قطر سألت نفسي بكل عفوية واستعجال: إذن لِمَ كان الحصار وتلك الأزمة التي مزقت نسيج خليجنا ؟! ألم نُتهم بالإرهاب ودعم الإرهاب وتمويل الإرهاب وعلى هذه الأسس تمت معاداتنا وقرار حصارنا في فجر رمضاني من المفترض أنه فجر آمن على الصائمين النائمين ؟! أليست قطر هذه هي الإرهابية التي لم تترك دول الحصار لا محفل ولا منصة ولا اجتماع ولا تجمع إلا واتهمتها بأنها وراء كل تخريب في العالم ؟! أليست الدوحة منبع الإرهاب التي تقف وراء كل عمليات التخريب في العالم وعلى هذا الأساس بررت دول الحصار كل أفعالها غير الإنسانية وغير الأخلاقية وغير الأخوية وغير المهنية التي مزقت كل العلاقات الاجتماعية وفي ليلة وضحاها كان المواطن القطري الموجود في دولها عدوا ويجب أن يُطرد حتى وإن كان المكان هو مكة المكرمة والمدينة ومن بيوت الله المقدسة التي تعود ملكيتها لجميع المسلمين ؟! ألم نكن نحن من تضررنا وطُردنا وتعرض الكثير منهم لرموزنا وقيادتنا وبيوتنا وشعبنا وشرف نسائنا بسبب تصديق كذبة حكوماتهم بأن قطر فعلا تدعم الإرهاب ؟! اليوم تقر الأمم المتحدة المؤسسة الأولى الدولية في العالم التي تعود كل دول الكرة الأرضية إليها للاحتكام والشكوى وطلب الحل والمشورة ومنها دول الحصار، أن الدولة الأمثل لاستضافة مكتبها الرسمي في منطقة الشرق الأوسط لمكافحة الإرهاب هي قطر!. هل تصدقون أن المتهمة في نظر أربع دول بدعم وتمويل الإرهاب هي نفسها من تؤمن مؤسسات دولية بحجم الأمم المتحدة بجانب دول العالم بأسره بأنها الأفضل لتكون المقر المثالي والأنسب ليكون فيها المكتب الأممي لمكافحة الإرهاب ؟! يا خسارة فلوسك يا صابر ! فكل المليارات من الدولارات والتي وضعتها هذه الدول لتحث العالم على تصديق ادعاءاتها واتهاماتها المغرضة غير المبنية على أدلة ملموسة وواقعية ذهبت هباء منثورا بعد هذا القرار الذي دفع بكل هذه الاتهامات الهشة عرض الحائط، وأن كل ما حاولت أن تنجح به هذه الدول رغم دفعها لهذا الحجم من الأموال لم يكتب له النجاح المأمول للأسف رغم سعيها لهذا منذ أكثر من ألف يوم وهي فترة الحصار المستمرة على قطر حتى الآن ! ولكن تأتي العبر في الخواتيم رغم أن قطر سجلت نجاحاتها منذ انقضاء الأيام الأولى من صدمة الحصار وكانت تطلب من هذه الدول أن تأتي بالأدلة والبراهين التي تثبت اتهاماتها التي تُرمى جزافا دون فائدة ويأتي هذا القرار ليكلل نجاحات الدوحة على كافة المستويات ويثبت لمن يتهم قطر بأي شكل من أشكال دعم الإرهاب أن هذه التهمة لا مكان لها في سجلات الدوحة النظيفة وأن الحديث فيها من الأساس لافتعال أزمة تدفع دول الحصار ثمنها قبل دولة قطر كان حماقة كبرى لزعزعة استقرار منطقة بأسرها. حتى عندما لاح انفراج ضئيل في هذه الأزمة من خلال المفاوضات غير الرسمية مع السعودية وقفت قطر لدفع هذه المحاولة إلى مرسى الأمان لعل تلك المحاولة أن تنجح خرجت لنا إحدى الصحف الكبرى السعودية لتحمّل الدوحة سبب انهيار هذه المفاوضات وعادت الأسطوانة المشروخة القديمة التي لم يهدأ رتمها في اتهام قطر كالعادة بتمويل الإرهاب ليأتي قرار الأمم المتحدة ويصفع خد هذه الأسطوانة ويكسرها: قطر ضد الإرهاب وتعمل على مكافحته والقضاء عليه وعلى المتضرر اللجوء إلى غير الأمم المتحدة !. [email protected]