10 ديسمبر 2025

تسجيل

فاشلون !

20 فبراير 2019

نلحظ كثيراً استمرار الهجوم الإعلامي المصري على دولة قطر بل وتجنيد بعض رؤوسه المؤثرين في الداخل المصري ضدها وبعض الذين يكبرون على قطر أن تتعملق بهذا الشكل سواء كان سياسياً أو اقتصادياً ويحاولون أن يستصغروا مقدرتها على أن تكبر أكثر وأكثر، وجدوا اليوم أن هذه المقدرة التي تتمتع بها قطر إنما تقهر استطاعة دولهم على امتلاك نصفها باعتبار أن امتلاك معظمها يعد فعلاً خيالاً بالنسبة لأحلامهم!.. في قضية مصر مثلاً وقفت الدوحة بثوابت عالية موقفاً صارماً من محاولة تغييره من قبل انقلابي مصر أو تدخل وساطات خليجية ساندت الانقلاب الدموي الذي اعترضت قطر فيه على أنه انقلاب على صناديق الاقتراع الانتخابية، وأنه جاء على دماء آلاف من الأبرياء وهدم العملية الديمقراطية لمصر وغذت هذه الوساطات بالمال والخطط لقتل ثورة المعارضين له التي للأسف اتجهت جميعها نحو إهدار دم المصريين على اختلاف أعمارهم حتى اعتقدنا لوهلة بأننا أمام مشهد سوري مؤلم وليس مصر التي كنا ننتظر لها مستقبلاً آخر بعد أن جربت طعم الديمقراطية وصناديق الانتخابات .. فقطر بجانب تركيا هما الدولتان الباقيتان على موقفهما رغم تقلب وجهات نظر بعض الدول التي تتأرجح ما بين تأييد انقلاب لا يثبت سلميته وحسن نيته وتوجهه، أو معارضة له بالطريقة الواضحة والثابتة التي خرجت به كل من الدوحة وأنقرة على حد سواء رغم الإعلام الغربي المحتشد ضد آلية تعامل حكومة الانقلاب مع المعارضين لها واختيار لغة الدم لتكون الرادع لهم لوقف أعدادهم الذي يثبت الشارع المصري أنها تزيد مع سقوط الشهداء الذين شهدت مصر سقوطهم حتى فترة قريبة من عمر رئاسة السيسي عليها ؛ لا سيما ما كشفته صحيفة الجارديان البريطانية ونشرته في كشف التزوير المهول في عملية الاستفتاء على الدستور وكيف تزاوجت الأصوات في المقار الانتخابية وتشابهت الوجوه بالإضافة إلى تضخيم نسبة الإقبال على التصويت لتصل نسبته إلى 98.1% ويتشابه هذا النصب العلني مع عهد عبدالناصر الذي أراه يعيد نفسه وبنفس الوجوه التي وصلت نسبة الاستفتاء على دستور تلك المرحلة إلى نسبة مقاربة من هذه! ..وكل هذا وذاك أعطى تأكيدات بأن قطر لم تبن ِ موقفها هذا لمجرد أنها تريد التغريد خارج السرب خصوصاً السرب الخليجي الذي حاول مراراً وتكراراً بشتى الطرق أن يضم الموقف القطري إلى مساره تحت اعتبارات بأن الخليج كان يجب أن يكون متوحد الموقف والمصير قبل أن تتفق هذه الدول مع مصر السيسي على فرض عقوبات وحصار وخطط سيئة النوايا ضد قطر ولكنها بنته لأن قطر كانت ولاتزال تعبر عن مواقف الشعوب العربية التي اختارت أن تكون لصفها وليس إلى صف الكراسي الحاكمة التي تثبت بالدليل القاطع أنها قابلة للانهيار وسقوط عروشها في أية لحظة يغضب فيها الشعب ويثور ويقذف بحممه التي لا ترحم.. وموقفها الثابت تجاه ما تصر الدوحة على تسميته بالانقلاب العسكري في مصر والخروج على شرعية جاءت من صناديق اقتراع اختارها الشعب لنفسه إنما هو ثبات في حق ستثبت الأيام القادمة بأنه يحسب للدوحة ولن يحسب ضدها - إن شاء الله- كما أن موقفها الرافض لأي محاولة خليجية تحاول زحزحة قطر لمجرد أن تلقى دعماً قطرياً بارزاً لمواقفها المؤيدة لسياسة الدم والقتل الذي يمارسه انقلابيو مصر اليوم للأسف، ونحن في قطر نفتخر بهذه الحكومة التي وقفت مع الحق وتقف كما أننا لا نسهو عن محاولات إحدى الدول الخليجية التي تسعى بكل الطرق للنيل من سمعة الموقف القطري والتشكيك بنية قطر فيه لأننا نثق بأن كل ما يدار حولنا إنما نحن أعلم به ونتوقعه تماماً فطريق الحق وإن افتقر للأقدام السالكة فيه فنحن ماضون فيه ولن يغرنا طريق باطل لكثرة العابرين عليه ولعل حصار قطر الذي تقف مصر عضوا رابعا فيه رغم البعد الجغرافي عن الدوحة يثبت أن هذا الموقف الثابت يلقى هجمة إعلامية صريحة مصرية لاتزال تحاول النيل من قطر ورموزها لن تنجح بإذن الله . فاصلة أخيرة: لن أقول أكثر ولكن قطر اليوم لمن أراد لها شراً تعد شوكة في خاصرة ونحن سعيدون بهذا [email protected]