13 سبتمبر 2025

تسجيل

خطاب العزّ للشعب الوفي

20 فبراير 2019

الخطاب الإعلامي في دولة قطر لم ينزلق للإساءة إلى الشعوب أو رموزها أدعو شعوب الخليج إلى تعميم بيان مكتب الاتصال الحكومي وخطاب العودة إلى العقل في بادرة طيبة وسامية، أهابَ مكتبُ الاتصال الحكومي بجميع المواطنين والمقيمين على أرض دولة قطر بألا ينزلقوا ولا يقعوا في فخ الإساءات والبذاءات، لا سيما التعميمات على الشعوب والمجتمعات ورموزها، في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها. وقال بيان المكتب: "إنه يستمدُ دعوته هذه من توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، خلال خطابه الأول بعد الحصار، والذي أثنى فيه على مراعاة الشعب القطري للقيم والمبادئ، حتى في زمن الخلافات، وأكد فيه سموه على ضرورة الاستمرار على نفس النهج". وهذا التوجّه يُثبت للعالم أن الخطاب الإعلامي في دولة قطر لم ينزلق للإساءة إلى الشعوب أو رموزها، بل حافظ على تقديم الحقائق والوقائع، دونما تشنج أو تدليس، وبعيداً عن البذاءات، التي ما زلنا نلاحظها على وسائل التواصل، خصوصاً ما صدر الأسبوع الماضي، عن أحد المغردين من دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي سخر من الشعب القطري بأسره، ووصفه: "بأنه لولا أمير الكويت، لكان القطريون يتسولون في شوارع اسطنبول ويبيعون المناديل الورقية في الشوارع". بالله عليكم، هل يتوازى هذا النهج المقيت، وغيره من الإساءات عبر الفضائيات في الدول الأربع، مع ما يطلبه مكتبُ الاتصال الحكومي من المغردين والإعلاميين القطريين! إنه السمو وقت الخلاف! إنه (السنَع) القطري الذي يقوده صاحب السمو وأبناؤه من بقية الشعب القطري. ولقد أكدنا في الأسبوع الماضي، وقبل صدور هذا البيان، على أهمية أن يحافظ أهلُ الخليج على لُحْمة الانتماء، ولا ينحدروا في العداوة وخطاب الكراهية، وأن أمنَ الخليج للجميع، ودمارَهُ سوف يُصيب الجميع. ومهما امتلأت القلوب لوعةً، وامتعاضاً، واختلافاً، تبقى القيمُ الأصيلة، والمبادئ الإسلامية السامية، التي لابد وأن تعمُر القلوب في أهل الخليج، ذلك أن الخلافات السياسية تحدث في أي مكان، لكنها يجب ألّا تمسَّ الشعوب، وعلى الشعوب أن تعيَ أن ما يربطها أكبرُ من العلاقات الدبلوماسية بين الدول، خصوصًا في منطقة الخليج، حيث النسب والأصول المشتركة والمصاهرة، والتاريخ المشترك، ووحدة الجغرافيا، والتقاليد، ووحدة المصير. ولابد أن تقوم دول الخليج كلُها بتعميم خطاب العودة إلى العقل، بل وعلى الجماهير في منطقة الخليج أن تنشر بيانَ مكتب الاتصال الحكومي بدولة قطر، وتناقشه الفضائيات بروح من الحياد والقلب النظيف، وما سينتج عنه في المستقبل. وبهذه المناسبة، ندعو المغردين القطريين، الذين نحترم خطابَهم الإعلامي إلى أن يقرؤوا البيانَ المذكور، ويُعيدوه، (يُرَتْوِتُوه – حسب لغة تويتر)، ولا يتعللوا بأن الأطراف الأخرى تُهاجم بعنف وقسوة، وأنه لابد من الردِّ عليهم بنفس الأسلوب أبداً! هكذا لا يكون خطابُ العقلاء، لنرتقِ بخصالنا، ولندع الشعوبَ تحكم على الذي سوف يلفظهم التاريخ، من المغامرين وناشري الكراهية في هذه المنطقة، وهي حقبة سوف تمرّ، إلّا أن عواقبها ستكون وخيمة. بل إن الذين يروّجون للكراهية، ويسبّون الآخرين علنا، وينفثون الأحقاد بين الإخوه، سوف تزدريهم عائلاتُهم، بل ولسوف تزدريهم عقولُهم، بعد أن يعودوا إلى رشدهم، وتشرق شمسُ الحقيقة. إن بيان مكتب الاتصال الحكومي بدولة قطر خطابٌ لا بد من قراءته جيداً، لأن قطر صاحبة مبادرات، ودوماً تُؤثرُ الخيرَ والمحبةَ والقلبَ الأبيض للآخر، حتى في وقت الجراحات. ونحن إذ اعتبرنا الحصارَ وراءَ ظهورنا، ونحن نتجاوز الستمائة يوم منه، فإننا قد أقنعنا العالم بعدالة قضيتنا، وقام صاحب السمو الأمير بزيارات إلى شرق العالم وغربه، من أجل توطيد علاقات دولة قطر مع الدول وكسب تأييد شعوبها لعدالة القضية القطرية. كما أن ما تحقق خلال الستمائة يوم من الحصار، لا يمكن أن تنجزه أية دولة في ست سنوات! وما (طريق المجد)، وملاعب المونديال، و(الريل)، والمتحف الوطني، ومكتبة قطر الوطنية، وميناء حمد، وكأس أمم آسيا 2019، إلا دلائلَ على العَجَلة القطرية التي لا يُوقفها حصارٌ أو شجار! وأن العقول القطرية لم يحدّ اندفاعَها عائق، ولم تقبع في البيوت تتحسر على "اللبن المسكوب". بل انتفضت، وقابلت طموحَ قيادتها بوعيٍّ، وإنتاجيةٍ، وتحمّلٍ للمسؤولية، لم يحصل مثيلها في كُلِّ تاريخ قطر. نقول: "حنا بخير.. وديرة العز في خير".. وما يشعر به الإنسانُ القطري من فخر الانتماء للوطن والقيادة، وما يعتمر قلبه من حُبٍّ للآخر، مهما كان قاسياً، وما تسمو به نفسهُ من عزّة واعتدال وعفافِ لسان، يكون شخصيتَه ويُشكِّل تصرفاته، وسعيهُ نحو الارتقاء بأدائهِ واكتمال شخصيته، والتسامي فوق أيةِ مُنغصات قد تُواجهه. وهكذا تريد القيادةُ من هذا المواطن! رجاحة العقل، وسمو السلوك، ومراعاة الجوانب الدينية والاجتماعية والإنسانية، وبهذا يتَخلّقُ الإنسانُ الذي تتشرفُ به بلدُه أن يُمثلها في الخارج. أدعو كُلَّ وسائل الإعلام إلى قراءة بيان مكتب الاتصال الحكومي، وترجمته إلى اللغات الأخرى، وترويجه في المحطات العالمية، كي يُدركَ العالمُ خطابَ دولةِ العزِّ للشعب الوفي. [email protected]