18 سبتمبر 2025

تسجيل

يوسف السباعى .. فارس السيف والقلم

20 فبراير 2014

تحل فى هذه الأيام الذكرى السنوية للأديب العظيم والروائى والكاتب الصحفى والوزير والفنان وصاحب القلب الأبيض .. وهو – رحمة الله عليه – الأشهر بين أبناء جيله وأكثرهم غزارة فى الإنتاج فى مختلف المجالات التى تتراوح بين الرومانسية ( والتى أطلق عليه النقاد بسبب ذلك لقب فارس الرومانسية ) وأدب المناطق التاريخية والشعبية والفقيرة وحتى الأدب الأرستقراطى . دعونا فى البداية نتعرف على كاتبنا العظيم حتى يستطيع الأبناء من الأجيال الحديثة معرفة هذه القامة الأدبية التى تكاد تطال السماء : إسمه بالكامل يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعى .. وشهرته يوسف السباعى والمولود بالقاهرة فى العاشر من يونيه عام 1917 وتحديدا بحى الدرب الأحمر الذى كان يجمع بين الأصالة والعراقة وتفوح منه عبق التاريخ .. وكان والده موظفا فى الحكومة من الطبقة المتوسطة المتيسرة فى تلك الأوقات . بعد الإنتهاء من دراسته الثانوية إلتحق بالكلية الحربية عام 1935 وتخرج منها فى 1937 ليعين بطبيعة الحال ضابطا بالجيش المصرى .. ثم عاد إلى الكلية الحربية عام 1940 ليعمل مدرسا بسلاح الفرسان ثم مدرسا لمادة التاريخ العسكرى عام 1943 وأخيرا مديرا للمتحف الحربى عام 1949 . وبعد ثورة يوليو 1952 التى اشترك مع الضباط فى التخطيط لها والقيام بها تحولت أشهر رواياته إلى أكثر الأفلام شهرة فيما بعد الثورة هى " رد قلبى " .. وكان هذا الفيلم نبعا ينهل منه النقاد كما ظل حديث المجتمع لفترة طويلة . من الأعمال الجليلة التى ارتبطت باسمه هو إنشاء نادى القصة الشهير الذى كان ولا يزال مدرسة لتخريج الأدباء ورعاية ذوى المواهب والأخذ بيدهم لشق طريقهم فى الحياة الثقافية .. وأصر الأدباء والكتاب فى ذلك الوقت عل اختياره رئيسا لنادى القصة . دعونا نعرف المزيد عن هذا الفارس .. فى مارس 1973 إختاره الرئيس الأسبق محمد أنور السادات وزيرا للثقافة .. وفى نفس العام – 1973 – حصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب . وفى عام 1976 شغل منصب رئيس إتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى ثم رئيسا لتحرير جريد الأهرام العريقة إلى جانب رئاسته لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام بالكامل . وكعادته فى كل عمل تولاه يوسف السباعى بذل مجهودا عظيما فى رفع شأن مؤسسة الأهرام وكذلك العمل الصحفى والكتابة الصحفية حتى اختاره الصحفيون نقيبا لهم فى عام 1977 . والشئ الجميل حقا أن يوسف السباعى لم يتوقف عن الكتابة قط فى أى مرحلة من مراحل عمره ولم تشغله الوظائف أو المناصب التى تولاها عن أحب شئ إلى قلبه .. وهو الكتابة .. حتى بلغ مجموع ما نشره من كتب حوالى خمسة وثلاثون كتابا تراوحت بين المجموعات القصصية والمسرحية والروايات والتى تحول معظمها إلى أفلام خالدة فى تاريخ السينما المصرية وأمتعت الملايين من المشاهدين لهذه الأفلام فى السينما أو التليفزيون .. ولا يزال الحال كذلك حتى اليوم . من أشهر الروايات التى تحولت إلى أفلام " أرض النفاق " و " إنى راحلة " و " السقا مات " و " نادية " و " جفت الدموع " و كذلك من أشهر الروايات التى تحولت إلى أفلام " أرض النفاق " و " إنى راحلة " و " السقا مات " و " نادية " و " جفت الدموع " و كذلك "طريق العودة " و " نحن لا نزرع الشوك " و " نائب عزرائيل " فضلا عن " رد قلبى " كما أسلفنا . وكان آخر رواياته " العمر لحظة " عام 1973 .. والجدير بالذكر أن كل كتابات يوسف السباعى اشتهرت بالأسلوب المتدفق الواضح السهل الذى يمسك بتلابيب القارئ بجزله وحلاوته حتى ينتهى من قراءة ما تحت يده من قصة أو رواية أو مسرحية .. كما كان السباعى يسهب فى الوصف حتى يجعل القارئ يعيش فى الأماكن التى يصفها . وانتهت حياة الأديب العظيم فى الثامن عشر من فبراير عام 1987 فى مدينة نيقوسيا فى قبرص على يد شاب فلسطينى حيث أطلق عليه الرصاص فى أحد الفنادق التى كان ينزل فيها السباعى ضمن أحد الوفود الرسمية لتأييده لإتفاقية السلام التى وقعتها مصر مع إسرائيل . رحم الله يوسف السباعى الذى من النادر أن تتكرر موهبته والتى سنكتب عنها فى مقالات لاحقة . وإلى اللقاء فى موضوع جديد ومقالنا القادم بحول الله .