11 سبتمبر 2025

تسجيل

تنظر وكأنك لا تعلم

20 يناير 2023

كيف لعلاقة ما أن تسير دون تغافل؟! كيف يتفاهم ويتعايش الأخلاء والاخوان؟ كيف للزوج أن يطيق زوجته دون تغافل؟ كيف للأم أن تحمل ضغط الابناء والزوج وضيق جدران المنزل دون تغافلها عن هذا كله؟ واللهِ وباللهِ إنها لم ولن تسير ولو بميلٍ واحد. ليس الحل بأن نقف طويلًا أمام السلوكيات والمواقف التي تصدر عن أتباعنا البشر، وما علينا سوى أن نقوم بالتغافل والتناسي او حتى التعامي، فقد يتغافل الأسوة الحسنة من الآباء عن بعض أفعال ابنائهم، ولكنهم لا يغفلون عنها أبدًا لأنها صفة تربوية مهمة في معظم الحالات، فكيف إذا أوقف ابنه عند كل زلة؟ كيف تبنى ثقته بنفسه؟ او كيف يختبر بالحياة؟ كيف يجرب قدراته؟ كيف إذا وقف بوقفة الشدة وأمسك بعصا التصيد والمصيدة؟ بالطبع لكان تعب وأتعب دون فائدة. بعيدًا عن التربية، لا مثالية لا كمالية لا أبدية، إنما المسألة كلها بالتغافل، فلولاه ما دامت المودة وما طاب العيش، إن العلاقات كلها تتطور وتنجح بالتغافل، فقد قيل "إن العافية كلها نجدها بالتغافل" التغافل عن اخطائنا وعن الزلات. التغافل والتغاضي احيانا يحول غير المحتمل لمحتمل، وغير المكتمل لمكتمل، التغاضي عن العلاقات والصداقات وسفاسف الأمور التي نحسبها مهمة وإذ بنا نرى مدى صغرها وقابليتها بغض النظر عنها. أحيانا نتغافل لنحفظ طاقاتنا، أنفسنا وحيواتنا أو لنبدي كرامتنا ومكارم اخلاقنا ولنكسر شر المواقف والحوارات الضائعة. احيانا نتغافل لقلة الحيلة، نتغافل لأن بالمقال قد تضيع الحروف ولأن بالعتاب قد تُظلم المشاعر. ولكننا لا نتغافل هناك، هناك عند الأقرب إلينا من حبل الوريد. هناك، على سجادة اليقين وفوق سجادة الإيمان واليقين. لا أعلم كيف تنتهي عندكم فيضانات التغافل، ولكني أُنهيها ببثها إليه سبحانه على تلك السجادة، وأعود كما لو أنها لم تكُن، كما لو أنها لم تكُن أبدًا.