10 سبتمبر 2025

تسجيل

الدكتور عبيد والحوار الوطني

20 يناير 2022

عندما تترجم مبادرة الكبار على أرض الواقع، فأنت لست بالشخص البسيط، وعندما يتلاءم مستوى أدائك مع الواقع السياسي فأنت شخص مدرك للمعنى الحقيقي بأن السياسة فن الممكن وأن الاختلاف السياسي في الأداء وليس في الاختلاف مع الأشخاص. ما فعله النائب الدكتور عبيد الوسمي، خلال مدة بسيطة عجز عنه مدعو المعارضة خلال سنوات مضت، فقد استطاع أن يعطى دروسا في فن التعامل السياسي مع الأحداث وحقق هدفا معينا دون اكتراث بما يُقال من الآخرين الذين لا يملكون رؤية ولا هدفا ويقاتلون من أجل بقاء الوضع السياسي مشحونا وعلى خلاف دائم ما عطل مصالح الوطن والمواطن لسنوات مضت. فالواقع والمنطق يقول إن الأهداف تتحقق في الحوار والإقناع والعمل والتعاون حتى مع خصومك السياسيين خاصة إذا كانت المصلحة أعلى منكم جميعاً وهي مصلحة بلد وشعب، تضرر جداً من هذا التعطيل الذي يسعى لاستمراره بعض من المتنفذين الذين وضعوا مناديب لهم يقومون بدور مطلوب منهم ومحدد من أجل بقاء الوضع السياسي على ما هو عليه. إن محاولات البعض في إسقاط صفة الإصلاح عليهم فقط هو ضرب في الخيال وأصبح من الماضي لأننا اليوم أمام جيل فاهم وواع لكل ما يفعلونه من أجل استمرارهم على الكراسي الوثيرة في قبة عبدالله السالم، في مجلس الأمة، فالإصلاح الحقيقي يبدأ بإيثار المصلحة الوطنية على المصلحة الخاصة، فالبلد اليوم بحاجة لفزعة وطنية وتكاتف من أجل انتشاله من حالة الركود التي يعيشها، فلابد من العمل والتعاون ونبذ الخلاف من أجل إقرار الكثير من القوانين والقرارات الوطنية والشعبية، التي تدعم خطة التنمية وتنهض بالبلد لتواكب التطور في المنطقة حتى لا نكون متخلفين بعد أن كنا روادا للتطور والنهضة، فطريق الإصلاح طويل وشاق لأن به عراقيل كثيرة وحُساد لا تهمهم مصلحة البلد بل هدفهم أن لا يُسحب البساط من تحت أقدامهم وكشف معارضتهم المزعومة ونحن بالطبع نتحدث عن ثلة وهم قِلة. اليوم نشاهد كيف صب بعض النواب السابقين وبعض من صبيان المتنفذين، جام غضبهم على الدكتور عبيد الوسمي، متهمينه بالانحياز للحكومة لأنه نجح في ملف العفو الذي بموجبه عادوا للبلد من المهجر، فكما يقال خيراً تفعل شراً تلقى، بدل أن يشكروه لجهوده وعمله المتواصل رغم مرضه انتقدوه ووصفوه بألقاب غير لائقه بل إن أحدهم بعد أن عاد للبلد وجه رساله للدكتور عبيد أن يستقيل لأنه لا يهتم بأمر الكثير ممن سيشملهم العفو في المرحلة القادمة، ورغم كل ذلك قال لهم لا أريد جزاءً ولا شكوراً، بل سأواصل عملي وأحقق هدفي وأرضي ولي أمري الذي كلفني بهذه المهمة الوطنية، وهنا تتجلى روح المسؤولية الوطنية التي يفتقدها الكثير ممن اعتقدنا أنه يحمل هم الوطن والمواطن. @mesferalnais